
حكومة هايبرد
تعتبر الأردن من بين أكثر الدول التي تعاني شحّاً في موارد الطاقة ، وهذا ما يحتم عليها البحث الدؤوب عن مصادر بديلة للطاقة أو أساليب تخفف من استهلاكها .
أحد هذه المصادر استيراد السيارات الهجينة وتشجيع المواطنين على اقتنائها ، إذ يعج السوق الأردني المخصص للسيارات المستوردة بالمركبات الهجينة ، وقد أصبح بإمكان المواطنين اقتنائها مقابل مبالغ أقل من اقتناء السيارات العادية ، خاصة بعد دعمها من الحكومة وخفض الرسوم الجمركية عليها .
مع العلم أن السيارات الهجينة هي التي تعتمد على نظام حركي مؤلف من محركين مختلفين ، تستخدم هذه السيارات بطارية كهربائية بالإضافة إلى محرّك احتراق داخلي لتخزين الطاقة ثم تحويلها إلى طاقة حركة ، وذلك لتقليل نسبة استهلاك الوقود .
في بدايات إنتشار هذه السيارة كانت أكبر مشاكل مقتنيها بالنسبة للصيانة ” انه فش حدا بفهم عليها ” ، فعند حدوث أي عطل كان المواطن يتعب حتى يجد مهندساً مختصاً ، أما الآن وبعد انتشارها اختلف الوضع تماماً .
أما بالنسبة لقطع الغيار فقد تم احتكار السوق في بداياته ، وانعكس على ذلك ارتفاع مبالغ به في أسعار لقطع الغيار دون مراعاة لظروف المواطن مما أدى إلى نفور المواطن منها .
من مساوئ هذه السيارات أنها ” عالطلوع ما بتوفر وعالنزول بتوفر ” لأنها تعتمد على المحركين البنزين والكهرباء كما ذكرنا ، فيحتاج السائق إلى دعم لمحرك البنزين ” عالطلوع ” .
وحكومتنا تشبه إلى حد كبير هذه السيارة الهجينة ، فهي على غرارها ” فش حدا بفهم عليها ” !! ، فكثير من قراراتها لا أحد يستطيع أن يفهم ما سببها ودواعيها .
أما بالنسبة لاتخاذ قرارات رفع الأسعار ، فكما يرفع تاجر القطع الذي ذكرناه سابقاً فالحكومة ترفع الأسعار دون مراعاة لمشاعر المواطن المكسور ، المواطن الذي لم يعد يحتمل وضاق به الحال كثيرا .
أما بالنسبة للوزراء فهم يشبهون السيارة الهجينة في ” الطلوع والنزول ” ، فإذا ” طلع سفريّة ” على نفقة الحكومة ” بكون داعس بنزين وبصرف مصاري كثير ، بدلات ومرافقين ولجان و و و ” أما إذا قرر أن ” ينزل ” إلى البحر الميت مثلا أو إلى العقبة للاستجمام مع العائلة ” بتلاقيه بوفر لأنه ع حسابه ” !! واحتمال ينزل هو اللي سايق !! عشان ما يحجز للسايق ع حسابه !!
أذكر عندما بدأت تنتشر السيارات الهجينة كان هناك من يقول أن ” السيارة ممكن تفقع بأي لحظة ” !! قاصدا بذلك البطارية الكهربائية ، وعلى غرارها تماما عند تشكيل حكومة جديدة .. ” الناس بتحط ايدها على قلبها ” بانتظار موعد الانفجار بمجموعة من قرارات رفع الأسعار .