حفلة ثغاء

حفلة ثغاء
يوسف غيشان

القصة حقيقية كالفجيعة، وقد حصلت قبل عقد من الزمان، ولا أعرف لماذا قفزت الى شاشة الذاكرة الان بالتحديد. حصل قبل عقد ونيف أن شبابا ارادوا ذبح خروف داخل مناطق حمامات عفرا لغايات الشواء، وبما انهم يعرفون بإن ادارة المنطقة تمنع ادخال الحيوانات الحية حفاظا على نظافة المكان، فقد قاموا بإلباس الخروف لباسا عاديا ووضعوه بينهم في السيارة على هيئة النائم. وقطعوا له تذكرة على الباب. لكن ثغاء الخروف بعد الدخول من الباب لفت نظر الإدارة الى الموضوع، فأوقفوا الشباب، وصادروا الخروف.
– ترى هل احتج الخروف على الدخول غير القانوني لمكان عام؟
– ام انه احس بالحر؟
اعتقد ان ابو ليه جنان الخروف (مهذب) عندما تذكر «منقع الدم». أدرك اللعبة أدرك انه هو بالذات سيكون منقع الدم…. وان الشباب يدللونه كل هذا الدلال من اجل ذبحه. فقام بالثغاء المباح…فأنقذ نفسه، الى حين.
وبما انه (ما حدا أحسن من حدا) فإن من حقنا ان نمارس الثغاء كلما احسسنا بالخطر الخارجي او الداخلي …خطر الصهاينة والأمريكان من الخارج، وخطر اولئك الذين يحتالون على القوانين والأنظمة، لا بل يسنون القوانين التي تحمي فسادهم وإفسادهم.
المشكلة اننا لو أردنا ان نثغو كلما احسسنا بالخطر، فإننا سوف نستمر بالثغاء من ساعة الولادة حتى الوفاة.
مـــــــــاااااااااااااااااااااااااااع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى