جمع الفلوس من ضعاف النفوس / نداء أبو الرُّب

جمع الفلوس من ضعاف النفوس

لا يكاد يخلو يوم من تصدر خبر القبض على عصابة تستغل الدعارة للإيقاع بضحايا تستدرجهم إلى مكان معين بحجة تقديم خدمات جنسية وفيما بعد يتم تهديدهم بنشر صورهم إن لم يقوموا بدفع مبلغ معين، صفحات إباحية ضخمة تقوم  أركانها على اجتياح بعض النفوس المريضة التي تنساق سريعاَ وراء الجنس المحرم والعلاقات غير الشرعية ليتم فيما بعد فضحهم وزعزعة استقرار حياتهم، ولو نظرنا للأمر برمته بشكلٍ صارم بعيداً عن العاطفة، لوصلنا إلى قناعة حقيقية بأن ضعيف النفس الذي يلهث وراء الجنس يستحق أن يُفتضح أمره وتُنهب فلوسه لأن شهوته الحيوانية هي التي جعلته فريسة عصابات جنسية لن ترحمه إلا بعد حصولها على مكاسب مادية!

أحد الشباب ناشط على الانستغرام ويتابعه مئات الآلاف من الناس جمع شهرته من خلال كوميديا ساخرة عن طريق إجراء مكالمة هاتفية عشوائية مع شباب آخرين حيث يبدأ بتقليد صوت فتاة تطلب ممن تتصل فيه مواعدة الشاب وممارسة الحب معه ليستدرجه للقاء سري ويفضحه علناً أمام المتابعين ليظهر أمامهم كالمستغفل الغبي التافه يلفه الخوف والخجل من انسياقه المرضي نحو علاقة مشبوهة، لن نتحدث عن دناءة فضح أشخاص بهذا الشكل وجمع اللايكات و التعليقات والتسلق على أكتاف ضعاف النفوس لتحقيق الشهرة، ما يجب أن ندرسه بجدية لماذا يضع الإنسان نفسه في هذه المواقف الصعبة ويكتب على حياته رحلة سيئة ومتعبة؟ وربما أكثر ما يثير الرعب في قضايا الفضائح هذه أنه ما من إنسان يُفتضح أمره من أول مرة! فإن سترت نفسك سترك الله، ومن لم ينظر لانحرافه الجنسي على أنه سلوك مرضي وأصرَّ على ممارسة الرذيلة بشتى أشكالها ستكون نهايته بشعة في نهاية المطاف،  فقد سرق أحد الرجال فأخذوه الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال الرجل : أقسم بالله هذه أول مرة فقال عمر  : كذبت إن الله لا يفضح عباده من أول مرة!!

وقال أحد السلف : “قد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه, فلا ندري أيهما نشكر أجميل ما ينشر؟

 أم قبيح مايستر؟”

وسيستمر سيناريو جمع الكثير من الفلوس من ضعاف النفوس طالما لا يردعهم شيء ولا يضبط أخلاقهم وشهواتهم دينٌ وعقيدة،  ففي زمن القابض على دينه كالقابض على جمرة سنسمع المزيد من هذه القصص والحكايا، أبطالها ضحايا جنس محرم في الظاهر شرفاء ويرتكبون الفواحش في الخفايا…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى