جمال الله

بسم الله الرحمن الرحيم
جمال الله
ضيف الله قبيلات

أعظم أنواع المعرفة معرفةُ الله عز و جل، و من أعظم أنواع معرفة الله، معرفته سبحانه وتعالى بكماله و جلاله و جماله ” ليس كمثله شيء “.
و لو نظرت إلى جمال خلقه و جمعت جمالهم الظاهر و الباطن و نسبته إلى جمال الرب سبحانه لكان أقل من نسبة سراج ضعيف إلى قرص الشمس، و يكفي في جماله أنه لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سُبُحاتُه ما انتهى إليه من خلقه، و هذا ما حدث للجبل عندما قال نبي الله موسى عليه السلام ” ربِّ أرني أنظر إليك “.
و لمّا كان كل جمال ظاهر و باطن في الدنيا و الآخرة هو من آثار صنعته سبحانه و تعالى، فكيف يكون جمال من صدر عنه كل هذا الجمال ؟!.
و يكفي في جماله سبحانه و تعالى أنّ له العزة جميعاً و له القوة جميعاً و له الجود كله و الإحسان كله و الفضل كله و الخير كله و له العالم كله، و لنور وجهه أشرقت الظلمات كما قال صلى الله عليه وسلم ” أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صَلُح عليه أمر الدنيا و الآخرة.
” الجميل ” و جماله سبحانه على أربعة مراتب : جمال الذات و جمال الصفات و جمال الأفعال و جمال الأسماء، له الأسماء الحسنى، صفاته كلها صفات كمال و أفعاله كلها حكمة و عدل و رحمة، أمّا جمال الذات فأمر لا يدركه سواه، و هذا الجمال مصونٌ محجوبٌ بالكبرياء و العظمة كما ورد في الحديث القدسي ” الكبرياء ردائي و العظمة إزاري، من نازعني فيهما ألقيته في النار و لا أبالي “.
الله وحده له المحبة و الطاعة و العبودية التي خلق الخلق لأجلها ” و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ” و لا يصلح ذلك إلّا له وحده سبحانه ” سيدي و أنا عبده “.
أمّا من أشرك نفسه مع الله في ذلك أو انتحل شخصية الله لاستعباد خلقه أو أشرك معه غيره فذلك هو الشرك الذي لا يغفره الله و لا يقبل لصاحبه عملاً و مأواه جهنم و بئس المصير إلّا من تاب و آمن و عمل صالحاً.
و قال الشاعر الشعبي اليمني صفوان المشولي في معرفة الله و حبه ” سُعَيدُه من عرف ربي سُعَيدُه … مِسِك حبل الغنى و العز بيده … و كيفك عاد لو ربي أحبك ؟! “.
عن كتاب “الفوائد” لابن قيم الجوزية بتصرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى