جفاء الشباب / طارق آل سعيفان

جفاء الشباب

اختلفت الأزمنة و تتابعت التغيرات و التقلبات بين الأجيال حتى أصبحنا أمام مستويات فكرية من الشباب تغيرت أفكارها بتغيير الأوقات التي نعيشها، و هنا لابد من طرح سؤال عن أسباب التغيير الذي يعيشه الشباب في وقتنا الحالي من جفاء و بعد عن الدين؛ و ذلك بسبب عوامل عديدة أدت لذلك، لماذا تغير شباب الوقت الحالي؟؟
العامل الأول : تعلق الشباب في الوقت الحالي بوسائل التكنولوجيا الحديثة من شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك و التويتر و الواتس أب و غيرها ؛ مما أدى إلى ظهور شباب لديهم الكثير من الأفكار الدخيلة و الغريبة على مجتمعنا العربي و الإسلامي أودت بهم للشعور بالغربة في داخل أوطانهم.
العامل الثاني : و يظهر في الرخاء المادي الذي يعيشه الشباب في الوقت الحالي؛ مما جعل هؤلاء الشباب ينفقون ما لديهم من أموال و مدخرات حيزت لهم دون تعب أو جهد في شتى مجالات الرفاهية غير المبررة، كان الأولى أن تنفق في مجالات تطويرية تساهم في البناء لا في الهدم و الضياع .
العامل الثالث: و الذي ينبع من تعلق شباب عصرنا بالسيارات الفارهة و حبهم للسرعة الزائدة، الأمر الذي أودى بهم ليعيشوا في عالم السرعة الزائدة التي تساهم في إزهاق أرواحهم و أرواح الأبرياء دون أي شعور بالذنب أو المسؤولية تجاه ما يفعلونه، في حين كان من الأفضل لو أنهم سعوا لبناء أنفسهم في مختلف الأنشطة النافعة.
و أما العامل الرابع: فهو الذي ينبثق من غياب الرادع الديني و الأخلاقي الذي كان ينبع من دور الأسرة و المؤسسات الدينية التي كانت تحد من الكثير من المشكلات التي لا داعي للوقوع فيها.
و جملة القول: بأننا نحتاج لممارسة العديد من المراجعات للواقع الذي نعيش؛ كي نعود بسفينة الشباب التي أبحرت في عالم الخيال و الملذات إلى عالم الواقع الذي يحكمه الخلق الإسلامي و العربي؛ كي نستطيع أن نرتقي بهم ليحافظوا على الحاضر الذي نعيش، أملاً بأن نصنع المستقبل الذي نطمح إليه دون أن نصطدم بملذات تهدم ما نبغي أن نصل إليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى