جرائم الشرف بين السبب والعلاج / مهند ماجد القدومي

جرائم الشرف بين السبب والعلاج

تعلمت من والدي الحبيب أطال الله تعالى عمره أن أنواع المصائب التي يمكن أن يبتلى بها الانسان في حياته خمس مصائب يمكن ترتيبها حسب الأولوية بأولها و أهمها وهي مصيبته في دينه ثم في عرضه (شرفه) ثم في أولاده ثم في صحته وأخيراً في ماله, وإن كان الغالبية من الناس يرتبونها بالعكس فأولها عنده مصيبته في ماله وآخرها عنده مصيبته في دينه.
فالمصيبة في العرض أو الشرف أجارنا الله تعالى وإياكم منها هي مصيبة عظيمة وابتلاء كبير, وفي مجتمعنا الأردني وهو مجتمع ذكوري بامتياز كثر نوع من الجرائم بشكل كبير جدا وملفت للنظر يسمى ” جرائم الشرف” وأعتقد أنه أصبح من الضروري الوقوف عند هذه الظاهرة و إجراء دراسات معمقة عليها للوصول إلى أسبابها وبالتالي وضع الحلول اللازمة لها.
ولكن كمواطن بسيط وعادي يدور في خلدي أسئلة مشروعة أعتقد أن الكثيرين يفكرون بها وهي على سبيل المثال لا الحصر, هل كل الجرائم التي تقع بداعي الشرف هي فعلا جرائم شرف ارتكبت للدفاع عن الشرف؟ كم من فتاة قتلت في جريمة شرف أثبتت الفحوصات أنها بريئة وطاهرة ولم تقع في المحظور؟
وهل أصبحت هذه الجرائم سبيلا لكل من لا يجد سبيل لحل مشكلة عائلية قد يكون سببها بعيد كل البعد عن الشرف كمشاكل الارث أو المشاكل الاجتماعية مثلا؟
ألا يوجد في الدين الاسلامي الحنيف قواعد وشروط لتطبيق حدود الزنا على الرجل والمرأة وبالتفصيل سواء كان محصن أو غير محصن؟ وهل يحق للرجل أن يعتبر نفسه المحقق والقاضي والجلاد فيحكم وينفذ الحكم بانهاء حياة فتاة قد تكون بريئة؟
وهل لو كانت مذنبة فعلا يحق له أن يقوم بذلك ويأخذ دور ولي الأمر فيتحول مجتمعنا إلى غابة كل فرد فيها يأخذ حقه بيده؟؟؟
وأقول لكل من ينفذ جريمة شرف بيده أنك قبل أن تنهي حياة هذه الفتاه عليك كولي أمر سواءً كنت أباً أو أخاً أو زوجاً أن تنهي حياتك معها فأنت المسئول الأول والأخير أمام الله تعالى عما وصلت إليه هذه الفتاه, راجع تربيتك وقوامتك عليها وحاسب نفسك قبل أن تحاسبها وكما قال صلى الله عليه وسلم ” عفوا تعف نسائكم” .وهل يا تُرى لو كان ولدك الذكر هو من ارتكب جريمة الزنا فهل ستطبق عليه نفس العقوبة علماً بأن جريمته مضاعفة فقد لوث شرفه وشرف غيره.
أما للمسئولين في الأردن الغالي وفي مؤسساتنا الشرعية والقانونية أقول آن الأوان أن يكون هناك إجراءات قانونية رادعة تمنع مثل هذا التغول في تنفيذ العقوبات, وأن يكون أولها بالرجوع إلى شرع الله تعالى وتطبيق الحدود الشرعية فمن ترك أمراً من أمور الشرع أحوجه الله تعالى له, كما يجب البحث عن كل المسببات التي تؤدي إلى وقوع جرائم الزنا قبل أن تحاسب من يقع فيه, فالفجور والسفور والمجون الذي يعاني منه مجتمعنا والبعد كل البعد عن القيم والأخلاق والعادات الاسلامية هي مسببات تدفع بشبابنا وبناتنا إلى مهالك الرذائل فوالله أننا أصبحنا لا نكاد نصبح ولا نمسي إلا على وقع جريمة جديدة تهز المشاعر وتدمي القلوب………….فلا حول ولا قوة إلا بالله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى