في لقاء جمعنا سوية ننتظر وصول باقي أفراد مجموعة العطوة لحل خلاف بين عشيرتين تذكرنا أيام الزمن الجميل والهادىء الذي لم يلوث بضاربي الشفرات وشمامي الآغوه وكتابة التقارير الفيديوية المرئية!تحدث صديقي ركن الدين محمود ابو شقره عن اول مرة شاهد فيها التلفزيون عام 1977م في بيت جاره الطالب آنذاك بجامعة بيروت العربية عندما شاهد لول مرة مبارات الأولمبياد النهائية بين ألمانيا والأرجنتين من خلال تلفزيون ابيض وأسود كأنه “بكسة”أو صندوق ،عندما دخل فجأة والد ركن الدين وجدته ام محمود وإنضما للمشاهدة عندما أخذت الجدة تلوذ بكتف ولدها ابو ركن الدين العائد لتةه من إجازة له من الجيش بعد غياب دام أكثر من عشرين يوما!
كانت المفاجاة عندما حدث فاصل إعلاني بين الشوطين ومجيء مجموعة خيول تركض على الشاشة مما حدا بالحاجة أم محمود أن تصرخ وتلوذ بولدها ابو محمود صارخة بالجميع:”يايمه يامحمود الخيل” غشتنا” ،اي:هاجمتنا الخيل مواجهة!
إنتهت المباراة وذهب ابو ركن الدين ووالدته لبيتهما المشترك إلى أن جاء المساء فدخل الرجل إلى غرفة نومه وأغلق الباب خلفه ليفاجأ بعد دقائق بطرق والدته الباب عليه بقوة!!فتح الرجل الباب مرعوبا فإذا بوالدته “مخبوصة وحائرة” ف امرها:
-هاه يايمه خير إن شاء الله!(قال ابو ركن الدين)
-ردت أم محمود:يايمه الزلام اللي شفناهم ب”البكيسة”(قصدها التلفزيون) وين بدهم ينامون ياميمتي ؟يمكن ماعندهم غطاء!لو ترسل لهم حرام حرامين!!!
وبينما أنا كدت ان اقلب على ظهري من الضحك عالجني الخبيث ركن الدين بحضور الأستاذ كمال :”مرة رئيس الوزراء اواخر السبعينيات زار قرية من بني عبيد لغرض شرح خطة التنمية ،فقام رجل كبير السن مقاطعا الرئيس بالقول:”والله يابيك أن “رداد”بريء من جريمة القتل!وأ القاتل الحقيقي هو “غليص”!حرام تحبسوا رداد “!!وكان التلفزيون الوطني يبثُ مسلسلا تلفزيونا أظهر في إحدى حلقاته قتل الممثل الملقب ب”غليص”ولد عم الممثل الملقب ب”رداد”!!
بدوري هرولت للسيارة التي تقلني واغلقت الباب على نفسي كي لايتهمنا المارة بالهبل من شدة الضحك!!
