سواليف
بدأ جبل جليدي يبلغ حجمه 4 أضعاف حجم لندن بالانجراف نحو البحر، بعد أن انفصل منذ أشهر عن القارة القطبية الجنوبية، بحسب ما كشفت صور مأخوذة من القمر الصناعي.
تحرك مفاجئ
وذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، السبت 16 سبتمبر/أيلول 2017، أن الجبل العملاق الذي يدعى (A68) يزن نحو تريليون طن، وعندما انفصل كان يتوقع أن يبقى في مكانه بسبب حركة التيارات البحرية في المنطقة التي يتواجد بها، ولكنه الآن بدأ في التحرك.
وتقدر مساحة الجبل، وهو أحد أضخم الجبال الجليدية في العالم، بنحو 6 آلاف كيلومتر مربع، أي 4 أمثال مساحة العاصمة البريطانية لندن، وفقاً لوكالة الأناضول.
ورصدت أداة “موديس” (modis)، وهو مجسّ للأشعة تحت الحمراء، على متن قمر “أكوا” الاصطناعي، التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، انفصال الجبل عن جرف “لارسن c” في القارة القطبية الجنوبية.
ورغم أن الجبل الجليدي يزن تريليون طن (ألف مليار)، فإنه أساساً يطفو على الماء، ولذلك لن يكون له تأثير فوري على مستوى مياه البحار، بحسب الباحثين في جامعة “سوانزي” البريطانية.
ووفقاً للخبراء، فإن عملية انسلاخ الجبل الجليدي (A68) العملاق، حدثت نتيجة صدع جليدي عملاق، راقبه العلماء لمدة 10 أعوام.
وأكدوا أن هذا الانفصال أدى إلى تقلص مساحة جرف لارسن C، بنسبة تزيد عن 12%، بالإضافة إلى تغيير المشهد العام في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية إلى الأبد، حسبما نقل عنهم موقع “آر تي” الروسي.
من جانبه قال الخبير والعالم الروسي في شؤون المحيطات واستكشاف القطبين الشمالي والجنوبي، أرتور تشيلينغاروف، إن “هذا حدث عالمي مثير للاهتمام، ومن الضروري أن تقوم جميع الهيئات المسؤولة عن القطب الجنوبي بمراقبة حركة هذا الجبل بعد انفصاله، لأن الرياح قد تنقله إلى مناطق شمال القطب الجنوبي، حيث سيشكل خطراً حقيقياً على حركة الملاحة”.
ما مخاطره على العالم؟
العالم أندريه غلازوف، من معهد علوم الجغرافيا في الأكاديمية الروسية للعلوم، قال إن “انفصال الجبل الجليدي العملاق كان أمراً متوقعاً، وسبب انفصاله ليس الاحتباس الحراري، فالقارة القطبية الجنوبية تمر بفترة خسارة لمقدراتها الجليدية”.
وأضاف غلازوف: “أعتقد أن انفصال هذا الجبل لن يؤثر كثيراً على مستوى المياه في البحار والمحيطات، لكنه قد يتسبب في مشكلات جدية لحركة السفن.. لا أستطيع الجزم أين سيتجه، لأنه من الممكن أن يصادف العديد من التيارات المائية الدائرية”.