ثلاثة أحداث منفصلة : هل هي مترابطة!!

ثلاثة أحداث منفصلة : هل هي مترابطة!!
د. ذوقان عبيدات

هي أحداث متابعدة، الرأي الآخر، القناصون، المُخالِطون.
كل حدث مُستقِل تمامًا، وله أسبابه وعوامله، فالرأي الآخر هدف أو مُستهدف، ومعنى أنه مُستهدف أنه عُرضة للقناصين، فهل هذه علاقة سببية أم صُدفة؟
صحيح أن مُحاربة الرأي الآخر قديمة، لكني أتحدث عن إنعكاسها على كورونا، هل هذا يعني أن لها علاقة بالمخالطين؟
ومُعاداة الرأي الآخر له أنصاره ممن يمكن تجميعهم في حزب سياسي – مع أنهم منتشرون في كل الأحزاب – وبذلك يحصلون على دعم من الدولة بموجب قانون الأحزاب.

والقناصون من الُرمّاة عديدون، ويُمكن تنظيمهم في حزب سياسي – وهم فعلًا منظمون – يقفون على رأس جبل عالٍ يُسهل لهم مهنة القنص، وكل مُعتنِقي الرأي الآخر هم هدف للقناصين، ولذلك فإنهم يحصلون على دعم الدولة سواء شكلوا حزبًا أم لا!
والمُخالِطون، وهم جماعة مُتآلفة ينتسبون جميعًا إلى شخص واحد: كالحلاق أو سائق شاحنة، إذن هم منظمون جيدًا ولهم قيادة طالما يحلمون بالدعاء لها، ولذلك سهلٌ أن يُشكلوا حزبًا ثالثا.

هذا التنوع في الأحزاب الجديدة يعكس بالتأكيد وعي الشعب الذي ظهر في صورة توزيع أو شراء الخبز أو التباعد أو حظر التجول، أو ملء الشوارع ببقايا الكمامّات أو كفوف اليد.

مقالات ذات صلة

هذه التعددية “تُعني” التنوع الإجتماعي، وتحمي النشامى من الأفراد المنخرطين فيها، خاصة وأن الأحزاب السياسية الكرتونية قد اختفت في أثناء الأزمة، وحسب ما قرأت اليوم عن نظرية التطور فإن البقاء للأصلح!!
راحت أحزاب واختفت، وحلت مكانها أحزاب جديدة ظهر بعضها من رحم الأزمة أو تورّد بعضها من الأزمة نفسها.

(1) حزب الرأي غير الآخر والرأي الآخر

لن أخوض في نشأة هذا الحزب تاريخيًا، ولا أردنيًا، فالرأي الآخر ليس موجودًا، ولذلك أطلق عليه حزب معاداة الرأي الآخر!
في الأزمات تتشكل الفرق ويحتشد الخبراء، وتتعدد الآراء، لكن ظهر عندنا من لا يريد غير سماع رأيه.
في لجنة الأوبئة مثلًا، يحتشد الخبراء والسياسيون معًا، فيضيق السياسيون برأي الخبراء ويُطالبون بإبعاد الآراء المُخالفة، وهذا ما حدث مع د. عزمي محافظة الذي تجرأ وتحدث علمًا عن رأيه في مواجهة الأزمة.
إنتهى الفصل الأول بغياب الرأي الآخر الفني والذي – لا أعرف – قد يكون شخصًا أكثر صوابًا من الرأي غير الآخر، ولذلك كنت مضطرًا إلى تسمية رأي الحكومة بالرأي غير الآخر!!
ومع إيماني كمل قُلت بأن أحدًا ما أردنيًا لن يقبل رأيًا آخر، فإنني أرى أن الشعبية أو حتى الشعبوية هي من قادت صاحب الرأي غير الآخر إلى “إزالة” الرأي الآخر، نعم تم استخدام الإزالة، فالأطباء يعرفون معنى الجراحة والإزالة.
وهكذا من يشعر بالأمن الكامل والدعم الكاملقد يُصاب بالغرور فيُزيل الرأي الآخر، ولذلك نهتف جميعًا “عاش حزب الرأي غير الآخر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى