الجاهات العشائرية الى متى ؟ / مروان الدرايسة

الجاهات العشائرية الى متى ؟ حقوق ضاعت ودموع إنهمرت وجراح نزفت وقلوب إحترقت وأرواح بريئة أزهقت ودماء زكية أريقت ومآس أستمرت بسبب الجاهة العشائرية , كم من تاجر كلام إستغل طيبة شعبنا الأردني؟ والسبب فنجان القهوة الذي يجب أن لا يبرد أو لا يُرد وذلك حتى يقال فلان منبته أصيل وعلان لم يرد الجاهة الكريمة خائبة وأما الحقوق والألام فلا أهمية لها , والقانون للأسف يتبع ذلك الفنجان أينما حل وارتحل حتى لو كان فيه ظلم كبير للبشر , فلان قتل فلان ,وعمر دهس زيد , وعلي آهان جاره , وكثير من القضايا التي يصبح فيها فنجان القهوة سيد الموقف وتلتف حوله الحشود الغفيرة .
والجميع ينتظر ذلك الخطيب المفوه وجه العشيرة سيد القوم الذي ينتظر أن يرمقه أفراد عشيرته بنظرات الإعجاب ليستمع لخطبته الرنانة الزائفة في تمجيد البعض ونعتهم بالكرم ووضعهم بمكانة الأولياء الصالحين ووصفهم بأنهم أهل الجود والنخوة العربية الأصيلة وكل ذلك فقط من أجل أن يتنازل صاحب الحق عن حقه الشخصي ممن ظلمه ومن أجل أن يكون لمن يتبوأ الجاهة تلك الهالة العظيمة بين أبناء قومه وعشيرته وكذلك كي يظهر بأنه ذلك الفارس الذي لا يشق له غبار بين أبناء جلدته من البشر .
ومن أجل ذلك الموقف الذي لا يستغرق سوى دقائق معدودة تهدر حقوق قد تصل الى حق الدم أو العرض وفي ظل غياب تام لقانون يحمي صاحب الحق من جاهة عرمرمية يتبؤها كبير القوم وإحراج الناس في مواقف تصبح بمثابة العار عليهم إذا لم يتجاوبوا معها والنتيجة النهائية هي أن تجد من يندم على تنازله عن حقوقه إكراماً للجاهة الكريمة المبجلة وإرضاء لوجه فلان وعلان ولا أحد يعترض إذا كان التنازل عن حق لهم قد حصل بطريق الخطأ , أما بغير ذلك فإنه هدرللحقوق وتسهيل لإرتكاب جرائم أو التشجيع على التمادي وعلى مزيد من العنف لأناس لا يمتون للبشر بأية صلة أناس إعتادوا على إيذاء من هم في بيوتهم أمنين وكل ذلك كما يقولون باللغة العامية (رأسماله فنجان قهوة )
ختاماً أتمنى أن يتوقف البعض عن تحويل عاداتنا العربية الأصيلة عن مجراها وهدفها الحقيقي وجعلها طوق نجاة لبعض المجرمين والمستهترين وأن يتذكر كل من يتصدى لمهنة الخطيب والمدافع عن تلك الفئات أن هناك حقاً لإنسان لا يجوز التحايل عليه أو إكراهه من أجل التنازل عنه وذلك بإسم النخوة العربية الأصيلة , فالظلم ظلمات يقول ألله سبحانه وتعالى في حديث قدسي (يا عبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ) ولن ينفع الجاهة المبجلة ومن يقودها تلك العادة السيئة عند سؤاله عن حقوق العباد من رب العباد يوم الميعاد , قال أحدهم ويدعى شاعر الصحراء في أبيات شعرية تعبر عن ما ذهبنا اليه سابقاً : ليس للفنجان أدنى قيمة إنما القيمة في من يشربه هو إن جاء على جاهته نفذ الأمر الذي قد طلبه هي في ظاهرها مرغوبة تطفىء الشر الذي لا تحسبه إنما باطنها كارثة إن تولى الأمر شخصاً يسلبه لا يزال الحق فينا ضائعاً طالما جاء الذي قد يركبه

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى