تضخيم «خطاب الكراهية» / عمر عياصرة

تضخيم «خطاب الكراهية»

في ذكرى رحيل ناهض حتر، استذكر كثير من الزملاء حادثة اغتياله بطرق مختلفة ومتنوعة، وهذا حق لهم، فلا انكر ان مشهدنا السياسي والوطني، يفتقد ثقافته الاشكالية التي كانت محل ابداع وتحريك للماء الراكد.
لكن ما يلفت النظر إصرار البعض على تضخيم منسوبات الكراهية في مجتمعنا، وتأكيدهم جعلها معادلاً موضوعياً للتدين ( او هكذا فهمنا ).
اذا اردنا ان نتعلم من حادثة اغتيال ناهض حتر «المدانة»، والتي اراها خارج سياق حقيقة مجتمعنا، علينا ان ندرك بأن التدين واقع لا يمكن تجاهله، وان الاسلاميين ليسوا كتلة صماء تطرفا واعتدالا.
هناك حالة استقواء على التدين سببتها ظاهرة داعش، وجاءت حادثة ناهض ليستخدم هؤلاء «المستقوون» كل ادوات اللمز والهمز بكل متدين للعمل على تجفيف تواجده.
نحن مع متابعة الخطاب الديني، وتأهيله، وجعله وطنيا معتدلا، لكن ذلك لا يكون بمهاجمته وبمعاملته ككتلة صماء يستوي فيها الغث والسمين.
فالنقد اللاذع للخطاب الديني بالطريقة التي نراها، غير منطقي، فهناك من أغراه اللمز والهمز لمرحلة المطالبة بإلغاء التدين، وهذا مناف للفطرة، وباب واسع سهل للتطرف.
لا ينكر اردني ان ثمة تطرفاً كامناً يسود في زوايا بعض الافكار، وان الكراهية السياسية والايدلوجية متوافرة، لكن عنوان التدين ليس هو الاوحد في كل ذلك، فهناك آخرون يتطرفون تحت عنوان حرية الرأي الذي يسمح لهم – حسب فهمهم – المس بالرموز والثوابت.
انا لست مع تضخيم حجم الكراهية، فقد كانت السنة الاخيرة مختلفة، غابت داعش، وهناك زلزال يضرب الوهابية، والاخوان رغم التضييق يثبتون ان اعتدالهم خيار فكري وثقافي عميق.
إذًا، لماذا هي خطابات التهويل؟! أليس من المناسب ان نلتفت لوحش الازمة الاقتصادية، واثرها في تحريك مزاج غاضب، كان دائما ناهض حتر جزءًا منه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى