#بلا_مجاملة

#بلا_مجاملة

د. هاشم غرايبه

في شريط مصور يظهر #قادة #الغرب، وعلى هامش إحدى مؤتمراتهم يقفون معا للتصوير وهم مبتسمون كالعادة، وخلال التصوير يفاجئ “ماكرون” جاره الى اليسار “بايدن” برفع سبابتي يديه لتلتقيان بشكل مثلث، والتي هي #إشارة عضو #الماسونية، فيبتسم هذا ويفعل مثله، ويرى ذلك جاره الأيمن وهو المستشار الألماني “شولتز” فيحذو حذوهما، والمفاجئ أن باقي الرؤساء أدّوا الحركة ذاتها.
الاستنتاج الأولي أنه لا يمكن أن يصل الى سدة الرئاسة في الغرب إلا من كان ماسونيا.
بمعنى أن الديموقراطية الغربية زائفة.
لذلك فالقول بأن الشعوب الغربية متنورة وخياراتها هي التي تحدد سياسات قادتها وهم وتدليس.
فهي كما شعوبنا منقادة لما يراد لها، وجميعها قطعان أغنام تسير وراء المرياع بطاعة عمياء، اعتقادا أنه لضخامته وكبر قرونه أنه قائد ملهم، لكنها لا تدري أنه لا يملك من أمره شيئاً، فصلاحياته محددة بالمساحة بين أنفه وذنب الحمار الذي أمامه، يسير ان سار ويقف إن توقف، والحمار ذاته لا يتحرك يمنة أو يسرة إلا بأمر الراعي الذي يركبه، المرياع هو الرئيس المفدى، والحمار هو تنظيم الماسونية، وأما الراعي فهو الحكومة العالمية السرية أي مثلث المال اليهودي.
هذه الصورة الكاريكتيرية للنظام العالمي الحالي، هي ما يفسر التناقضات العجيبة القائمة، منها:
1 – المستشار الألماني “شولتز” رأيناه قد احتد وخرج عن الأعراف البروتوكولية في المؤتمر الصحافي مع عباس ، باعتراضه على حديثه عن سياسة الفصل العنصرية التي يمارسها الكيان اللقيط يوميا، وبشكل صارخ لا يمكن تجاهله، فرأيناه يرد بكل صفاقة وعنجهية إنه يرفض اطلاق هذه النعوت.
وأثاره أكثر رد “عباس” على سؤال استفزازي لأحد الصحافيين عما اذا كان ينوي الاعتذار للكيان اللقيط عن ضحايا دورة ألعاب ميونيخ قبل خمسين عاما، فقال ارتكبت (اسرائيل) خمسين مجزرة وخمسين هولوكوست.
فانتفض “شولتز”، وقال إنني لا أقبل الاستخفاف بالهولوكوست، ويعني بذلك وجوب تقديس هذه الأسطورة لأنها تمس اليهود ولا يجب شمول غيرهم بهذه الهالة.
المضحك في الأمر أن استغراقه في إثبات الولاء لحماره المقدس، بادر الى الايعاز بالتحقيق فيما اذا كانت تصريحات عباس ينالها القانون الأعلى في أوروبا وهو الذي يعاقب كل من يشكك في الهولوكوست بالسجن لمدة لا تقل عن عشر سنوات، وبالطبع لا يوجد قانون بالمقابل يعاقب على التشكيك في وجود الله أو المسيح.
لكن الشرطة نبهته الى أن عباس يعتبر رئيسا، ولا يجوز محاسبته على تصريحاته.
2 – إقحام مسألة “الهولوكوست” في صلب معتقدات الألمان، وتسليمهم بالشعور بالذنب تجاهها، هي أكبر إذلال للشعب الألماني، فبغض النظر عن صحتها أو عن المبالغة في الأرقام، فكل شعب في العالم ناله تنكيل وذاق ويلات شعوب أخرى، فلماذا يجب على الألماني تذكر هذه الحالة (اللاانسانية) فقط، وترك كل ماعداها من ويلات الشعوب الأخرى؟
ما الذي جعل الألماني يشعر بأنه يتحمل الذنب عما فعلته قيادته، رغم أنه منذ خمسين عاما يجري تنشئة صغارهم على كره النازية، وربطها بالوحشية وسفك الدم، مع أنها تعني الولاء للوطن الألماني، فيما تغفل مناهجهم التعليمية جرائم الإبادة بتدمير طائرات الحلفاء للمدن الألمانية عن بكرة أبيها حتى بعد انتهاء القتال، ولا يذكرون مئات الألوف مجهولي النسب من الجيل الحالي، والذين ولدوا نتيجة اغتصاب جنود الحلفاء للألمانيات بعد هزيمة ألمانيا؟.
هذا الإذلال ما بعده إذلال..فأية مهزلة هذه الديمقراطية التي يخسر فيها المرء أهم ما يميز إنسانيته…الكرامة!؟.
3 – بالمقابل، رغم ما ترزح تحته شعوبنا من تخلف وفقر، فرضهما عليها الاستعمار الغربي ووكلائه المحليين (أنظمة سايس – بيكو)، ومع فقدان الحقوق الأساسية في ظل أنظمة قمعية استبدادية، رغم ذلك كله فنحن أرحم حالا من حيث تحررنا من قبضة قوانين الهولوكوست، ومن حيث عدم القدرة على إجبارنا على التنكر لتاريخنا المجيد.
السبب في ذلك يعود الى عقيدتنا، فهي التي حفظت ارتباطنا بتاريخنا، وهي التي حالت دون ذوباننا وتحللنا كما جرى مع الشعوب المهزومة عسكريا.
فليست العزة القومية هي التي حمتنا، فلو أنها تحمي لحمت الألمان والطليان الذين هم أكثر الشعوب تعلقا بالقومية.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى