بعد شهرين ونصف من وفاة ابنهما .. الطراونة يكتب رسالة موجعة لزوجته

#سواليف

وجه النائب السابق الدكتور #مصلح_الطراونة ، رسالة موجعة إلى زوجته “أم محمد” ، ضمنها كثيرا من الأمل والألم ، بعد رحيل نجلهما محمد ، اثر #حادث_سير مؤلم وقع قبل نحو شهرين ونصف .

تاليا نص الرسالة :

إلى عالية أم محمد الغالية كما كان يناديك محمد رحمه الله … رفيقة العمر منذ البداية
إلى التي توشح قلبها بالحنين ، و عمرها بالرضا و السكينة ، إلى سيدة كانت حقل صبر منذ البداية و حتى النهاية ، منذ أن خطونا خطوات العمر الأولى نحو المهجر حتى تكلل عمرنا سوية بأجمل الذكريات،… لا تطاوعني أناملي أن أكتب لك بهذه الفترة بكل سهوبة ، ربما كنت سأكتب الكثير قبل شهور ، و لكن الآن الكتابة لك شيء معقد ، هي حرفيا سير على حافة سكين، أخاف أن تجرحك الكلمات أو أن تثير شجونك الحروف ، و لكن ربما في هذا الحروف شيء من تسرية #القلب في هذه اللحظات موعد تخريج محمد رحمه الله وهو يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق بتقدير ممتاز وموعد عقد قران شقيقته وتوأمه ناتالي

و كيف سأعد العدة اللازمة للكتابة لك و أنا حرفيا أقبع فوق جمر الفقد ، و أسكن في فراغ ، و هل في الكلمات ما يساعد على التجاوز ؟؟؟ و هل بالإمكان التجاوز من الأساس ؟؟ كثيرة هي الأسئلة و أنا اخط هذه الحروف لك ، كتبت للغائب و ما تعثرت أناملي، و لكني أبدو كطفل في مراحل كتابته الأولى و أنا أخطها لك … لأن أوجاعي لا تقارن بأوجاعك ولا يمكن أن تصف الحروف فراغا تركه محمد .
أم محمد … تجلدنا الذكريات كلما لاح طيفه أمامي ، و أعلم يقينا أنه لم يفارقك ، و لم تفارقك أيضا ذكريات صوته يبتهل إلى الله أن يحفظك يا غاليه ، و لا أنسى منه أبدا أي لحظة ذكرك فيها (بالغاليه )كان كل شيء له معك بمعنى الكلمة ، وأصبح الفقد هو كل شيء ، ما زلت لا أصدق كيف غاب ، وكيف تعثر العمر فجأة و أصبح شرب الماء فعلا يحتاج إلى مجهود كبير مني ومنك ..ما زلت أبحث عن وجهة في غرف البيت وفي كل زاوية فيه ..و في ممرات الحياة ، أمسك بالهاتف أنتظر اتصالا منه او رسالة واتس اب مرحبا يا ابوي ..،ممكن سؤال لو سمحت ..أنظر إلى المدخل … هل يدخل يا ترى و يكون كل ما مر شيئا أشبه بالحلم السيء ؟ و لكن مشيئة الله حدثت و قدره لا يرد جل في علاه ، و حكمته البالغة و رحمة اللامتناهية هي العزاء ..لم يصلني اتصال ولا رسالة واتس اب واخر ما كان بيني وبينه لقاء على طاولة المطبخ التي أعد عليها نفسه للامتحانات.

يا أم محمد … تعالي نلملم جراحhتنا من أجل روحه ، ومن أجل إخوته و أخواته اللذين أحبهم، من أجل حلى و ناتالي اللواتي حلم بأن يزفهما، واختلف معهما أن من يزفهما أبي وأنا أقول له لا انت الأخ السند، تعالي نضمد مصاب الغياب بذكرياته الطاهرة وبذكره الطيب ، و نعيد ترتيب الحياة وكأنه ما زال موجودا بيننا ، في العمر يا رفيقة العمر ما يستحق الحياة لأجل كل من تبقى من رائحته وأحبهم، وفي القلب يبقى حبه و صوته وصورته ، فتعالي و انهضي لأجل روحه ، واخبريه أk حبيبتك ناتالي قد عقد قرانها ..و ابتهلي إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته ، ربما لا تكتمل له صورة دونك، و لا تحلو ذكرى إن لم تكوني شريكة فيها و بين ثناياها ، تعالي نلوذ بكل جراحاتنا إلى الله بالدعاء له ، و ضمدي جراحك بطيب ذكره، و كوني على يقين تام بأننا يا غالية نهرب من قدر الله إلى قدر الله ، و ما لم يكن لنا لن يأتينا ، و ما هو لنا لن يخطئنا ، و أن مصابنا ابتلاء عظيم في القلب ما يحتمل الذكر و لكن في العمر ما لا ينتظر الصبر …. أسأل الله العظيم الجليل جلت قدرته ، أن يمسح على قلبك بالطمأنينة ، و أن يكللك بالصبر على المصاب ، و أن يجملك بالعزاء الحسن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى