غنيلي شوي شوي / لميس قشوع

غنيلي شوي شوي
وصلني منذ ساعات فيديو قد أرسلته لي إحدى صديقاتي التي تمضي إجازتها في إسطنبول لشاب يغني ويعزف على الجيتار في أحد الشوارع،مبديه إعجابها بهذا الشيء ومدى روعته،ومضيفه أنه يعطي طاقة إيجابية للماره ويريح الأعصاب،كما أنه فرصة لإبراز مواهب الشباب ومصدر دخل جيد لهم.
ثم سألتني بتذمر لماذا هذا غير موجود في بلدنا؟
يا صديقتي هناك لديهم أغاني هادئة ويعزفوها بالغيتار أما نحن فقد تعودت آذاننا على أغاني الباصات والسرافيس والمحلات الشعبية،فإذا أردنا تقليدهم مع إنعدام الحس الرومنسي في معظم أغانينا فستجد أغاني متعب الصقار وعمر العبدللات والمجوز تصدح في الشوارع،لتبدأ الناس بالتجمهر والدبكة حتى يغلقوا الشارع وتأتي أقرب دورية لتفرقهم.
ولكن أيضا نحن شعب يوجد لديه مواهب مماثله ونستغلها بكثرة ولكن بسياق مختلف فقط،فنحن شعب دائما نطبل ونزمر للشخص الغلط،فما أن يعدنا مسؤول بشئ ما حتى نبني عليه آمالنا ونرفع من شأنه ونصنع له هاله.
كما أن كل واحد بغني على مواله فتجد كل شخص منا يغني لديونه وأقساطه والتزاماته..وليس هناك مساحه لإستيعاب مشاكل غيره فلا تشكيلي لأبكيلك.
وأحيانا نعزف على الوتر الحساس فنعترض ونشجب وندين ونحتج،فنحن بحاجه لقرارات وإصلاحات تريح أعصابنا وليس لموسيقى فقط،ولكن كما يقول المثل على بال مين يلي بترقص بالعتمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى