اهي نهاية ام بداية ؟ / د . فدوى احمد علاونة

اهي نهاية ام بداية ؟
كلما ظننت انني اخط النهاية وجدت نفسي اخط بداية اخرى ، اتنقل بين الصفحات لاعد الخامس و الستينن بعد الثلاثمائة فاراني اعد واحداً مرة اخرى ، اجمّعها، اصنفها، و اقسمها لكنها سرعان ما تعود الى البعثرة .
وريقات ثلاث لا بد لهن ان تنضم سطورهن لتلك الرواية التي تقع في المجلد الثلاثيني من الاثار الكاملة لقلب عاش ينبض بالتفاؤل ، يهوى من الالوان ما يزهو و من الاشجار ما يسمو و من الماء و السماء ما يصفو .
رواية عشقت ذلك النسق من الارقام و حفظته تقليدا موروثا عن شقيقاتها ، تتباهى باربعة فصول تفتح من الابواب اثني عشرا ، تدخل منهن الى اثنين و خمسين مشهدا ليعيش كل مشهد بسبع من الاحداث على اختلاف شخوصها و تنقلهم بين ادوار البطولة و الادوار المساندة و غيرها من الثانوية و الهامشية .
عبث توزيع الادوار بينهم ، فهم يولدون ليفرضوا انفسهم على السطور ، ياتون بلا استئذان و يغادرون بلا انذار ، يروحون و يعودون لينقشوا ذكراهم ، بحبر داكن ربما او باهت ، كل على قدر همته و منزلته ، يعيش في حالة من التناسب الطردي بين حبه و عمق نقشه .
شخوص يكبلون القلم ،و يطلقون لسان القلب و شخوص يكبلهم القلم ليمحو الم القلب،شخوص ان غابوا باتت الرواية مبتورة المعنى ، و شخوص ان غابوا عاد الى النص كل المعنى
و في كل رواية شخص هو كل المعنى، في حضوره نور و سرور ، و بصر و بصيرة و فوقها نصيحة و في غيابه لا نور و لا سرور و كل معنى دونه مبتور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى