انشقاق القمر مرة اخرى

#انشقاق_القمر مرة اخرى

د. #عبدالله_البركات
في مقال سابق بينت ان انشقاق القمر حصل وكان #معجزة للنبي ولكنه خاص لم يشهده الا من طلبه ومن شهد به. وان الله تعالى صرف الاخرين عن رؤيته لكي لا يحتج به كل مدعٍ على دعواه. فما اكثر المدعين وما اكثر الادعاءات.
وقلت ان من ينكره له في ذلك حجة لغوية لا يقوم ضدها القول ان الفعل الماضي لا يستعمل للمستقبل الا مع قرينة الخ.
الجديد الذي اضيفه اليوم ان الانشقاق حسب ما يفهم من الاحاديث تم للناظر من عند الكعبة. فرأوا نصفه على جبل الصفا والنصف الاخر على جبل المروة كون ذلك الناظر لا يرى من الافق الا بقدر ما بين الجبلين.
ومعلوم ان بين جبل الصفا وجبل المروة مسالة لا تقل عن ٤٠٠ متراً. واذا رسمنا مثلثاً قطره بين الصفا والمروة اي ٤٠٠ متر وضلع بين الكعبة والصفا ، واخر بين الكعبة والمروة سنستنتج ان طول كل ظلع يساوي ٢٨٠ مترا تقريبا. والمثلث قائم الزاوية متساوي الساقين.
اذا اقررنا بذلك فمعنى ذلك أن نصف القمر يبعد عن النصف الاخر ٤٠٠ متر من مسافة ٢٨٠ مترا من جانب الكعبة المشرفة. وهنا تكمن المفاجأة التي لم يذكرها احد ممن ناقش الموضوع علمياً. الا وهي ان هذه المسافة الضيقة بحكم وجود الجبلين ستكون للناظر من مكان مفتوح على الافق ما بين الشمال والجنوب بمسافة هائلة تغطي نصف الافق المواجه للناظر. وهذا شيء مذهل لا يمكن ان يفوت الناس في النصف المظلم من الكرة الارضية. وكون الانشقاق حصل والقمر بدر ومنخفض في الافق يعني ان الوقت كان ما بين المغرب والعشاء. فالقمر يطلع مع غروب الشمس عندما يكون بدراً. واذا سلمنا بهذا فمعنى ذلك ان الليل يكون قد خيم على الجزيرة العربية والعراق وايران والهند والصين وماليزيا واندونيسا واستراليا وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق. وهي دول الحضارات القديمة المعنية بالفلك والحسابات والمراصد بينما لم يكن الليل قد دخل في مصر وافريقيا واميركا واليابان. اي ان العالم الحي لا بد انه قد شاهد ذلك المشهد العظيم حيث نصف القمر على اقصى يمين للناظر والنصف الاخر على اقسى يساره.
اذاً ليس لنا الا التسليم بأن الانشقاق اما انه كان من ضمن الحكمة في المعجزة الا يراه الا من طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم منعاً لباطل الاحتجاج به من غير النبي، او انه لم يحدث اصلا على رأي من يرى ذلك. والذي أراني بعد هذا التأمل وهذا الاستنتاج أجده منطقيا تماما. ولا ننسى ان حجة من يرى حصوله تعتمد على الحديث اكثر من اعتمادها على الاية. وحديث الاحاد لا يقوم به الاستشهاد في العقائد عند كثير من الفقهاء.
ان الاسلام قام على معجزة القران ولم يعول كثيرا على المعجزات الحسية كما في اليهودية والنصرانية وما سبقها من نبوآت. والمعجزات الحسية ان حصلت من النبي صلى الله عليه وسلم كانت لتقوية ايمان المسلم لا لأقناع المعاند. هذا وبالله التوفيق.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى