كلمة حق …. مدير تربية القويسمة / منصور ضيف الله

كلمة حق …. مدير تربية القويسمة
يدخل البدوي على مدير التربية ، غير منفعل ، وغير غضب ، يرى الأشياء بعين التسامح ، والنقص لدى البشر ، ولأول مرة يكتشف أن ثمة خيط من احترام خفي يربط بينهما ، وصدق لا يطوله زيف ، او يطاوله ادعاء ، رغم ما بينهما من شقة في المواقع ، والمواقف ، والرؤى ، ورغم الخطوط الحمر المفروضة التي تكرس المحسوبية و النخوبية على حساب العدل والحق . ولأول مرة يقول البدوي : أتمنى أن يكون الجميع حضورا ، بدءا من المدير الفني وانتهاء بالمراسل ، فثمة حقائق يجب أن تقال على رؤوس الأشهاد ، ويجب أن تعلن بصوت عال . والادهش ابتسامة المدير المطلة من وراء الإرهاق والوجع ، ابتسامة أبلغ من كلام ، وأوضح من دعوة صريحة لنبش الدمل ، ونبذ القيح .
بعض الإدارات المدرسية لا تتورع عن الكذب ، وقلب الحقائق، وبعضها يمارس السقوط ، ويجعل من مدرسته حانوتا صغيرا ، المشتري أولياء الأمور ، والبائع متجلبب بعباءة التربية ، وطيبة الإنسان الأردني رغم وعيه وفقره. كان المدير يستمع بحماسة ، ورغبة في الاستزادة ، وهو على الأرجح يؤكد ما تناهى إليه ، ويعزز قناعته بالحاجة إلى تحكيم الضمير ، والتمسك بالثوابت الخلقية .ويرفع البدوي صوته ، ويزداد مدير التربية استماعا ، فالقربة تدلف ، واللحن جميل .
وتمر على الخاطر صورة مساعد مزيف ، كيف صار ؟ الام استند ؟ وظل عاما كاملا يتحكم بعشرات المعلمين ممن هم أعلى شهادة ، وأكثر خبرة ، ثم يسقط مرة واحدة لنكتشف انه مجرد معلم ، للمرحلة الأساسية ، وأن الفساد جر على التربية الاردنية ويلات . وماذا عمن يضع ممن هو على شاكلته مساعدا ، ثم يبدأ بانتهاز الفرص المالية واقتناصها ، كالدورات الصيفية للطلبة السوريين ، وسواها كثير . هي المسؤولية القائمة على الاستغلال والعبث ، ثم تدويرهما إلى شعارات وإنجازات ، و تغليفهما بعلاقات إجتماعية كاذبة شعارها : دعه يمر ، دعه يعيش .
ويأتي صوت المدير : لم لا تنتقل إلى سحاب ؟ أعرف ظروفك الإنسانية . ليس لي واسطة !! غدا أذهب إلى ….. ، وستنتقل .
أيها المدير البدوي ، لا أدري ، لعلها أشهر معدودات وتخلع ثوب الوظيفة ، سترتاح قليلا من مراوغة الآخرين ، وعنائهم ، وعنتهم ، وتمثيلهم ، وربما تشتري بضع شويهات ، ستمررها على ذات الشعاب التي سلكها اجدادك، لن تحتاج شنينة مصطنعة ، ولا خروفا بلغاريا ، ولن تجد صعوبة في قروة ضيف طارىء ، ومن المؤكد انك ستنام مرتاح الضمير ، خالي البال ، فما تعلمته في “شق” ربعك منعك من ظلم حزين ، ونهر يتيم ، أو قهر ضعيف .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى