امي.. / الساخر محمد طمليه

امي..
ماتت حزنا على ” صدام ” . وقهرا ازاء ما يفعله ” عباس ” و ” هنية ” في الارض اليباب : انا لا ابالغ . ولمزيد من المعلومات ، اذا شئتم ، اسألوا الرفاق : ” عماد ملحم ” ، ” هاشم غرايبة ” ، ” سعود قبيلات ” و ” نمر النمر ” – رفاقي في ” الحزب الشيوعي الاردني ” , ممن افنوا زهرة شبابهم في ” سجن المحطة ” : ما توقفت يوما عن زيارتهم في السجن : كانت تطبخ لهم ، وتضع ” المناشير ” في الطعام ، وظلوا يزورونها بعد خروجهم : كانوا يسمونها ” ام الحزب ” ، حتى ان ” عماد ملحم ” جاء الى ” بيت العزاء ” في الصباح الباكر ، وكان ذاهلا تماما ، وكادت تطفر من عيني دمعة عندما قال : ” انها امي ايضا “.
امرأة من طحين ، ووجهها رغيف . ويا لها من مفارقة . فقد ماتت وهي تعد ” قلاية بندورة ” لاخي ” علي ” الذي يعود من عمله في الرابعة : ماتت وهي على رأس عملها كأم..
كنا صغارا ، ومات ابي ، فعملت امي بوظيفة ” آذنة مدرسة ” ، انا لا اخجل من ذلك ، بل اشعر بامتنان ، فقد اصرت على تعليمنا جميعا . واذكر انها كانت تضع رسومي الجامعية في حشوة وسادتي.
وها قد ماتت . وانا حزين كما لم احزن في أي وقت..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى