الوجه الآخر / أحمد المثاني

.. ثمّة وجه آخر للكثير من الناس ، و كذلك للكثير من الأمور و المسائل .. فخلف هذا الوجه العابس أو الحزين .. قد يكون وجه ضحوك ، مليء بالبِشر ، و لكن الظروف و الأقدار رسمت عليه علائم البؤس و الشقاء .. و خلف ذاك الوجه الضاحك الذي يلقاك بالأبتسامة ، قد يكون قلب مسكوناً بالحزن و الألم . و خلف ذلك الانسان الذي يُسمعك المديح ، في كلّ صباح و مساء ، حقد دفين ، و قلب أسود ، يتمنى لك زوال النعمة ، و سوء الحال .. و هذا وجه قبيح ، يشترك فيه الحاقد و الحاسد ، و المنافق و النمّام .. و كذلك ، خلف ذاك الجمال الذي يأخذ بالعقول و الألباب ، و خلف تلك الزينة و البهرج ، و الجمال الأنثوي المصطنع .. قد يكون جهل و سطحية تفكير ، و غرور يعمي عن رؤية واقع الحال .. و كم من أمر أو مسألة ، تظن فيها الخير و النجاة ..و الربح و الفوز .. فيكون فيها موارد الهلاك و الضياع و كم من أمر أو شأن نستهين به ، و لا نلقي له بالاً .. فيكون مفتاح رزق و طريق سلامة و خلاص .. بالنتيجة ، لا بدّ من الحكمة في نظر الأمور و الحكم على الناس .. و لا بدّ أن لا ننخدع بالظاهر و القشرة الخارجية .. فخلف الأقنعة وجوه أخرى .. فكم من ذئب يرتدي قناع الحَمَل الوديع .. و كم من انسان نزدريه ، و هو عند الله ، و الراسخين في العلم من الفائزين…

 

أحمد المثاني

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى