الهنود الحمر في الأردن … / عبدالله سمارة الزعبي

لا نريد معاملة تمييزية للمواطنين على الوافدين على الإطلاق، بل أقلها نريد أن نعامل بمثل ما يعامل به الطلبة الوافدين !

هذه العبارة لسان حال كل طالب أردني يحول بينه وبين إتمام دراساته العليا قرارات فصلت على مقاس “الفاتورة” والمقدرة الأكبر على جبي المال من المواطن “المصخم” !

لا يُعقل ولا يُتصور أن توجد دولة في دول العالم السابع -فضلا عن العالم الثالث- تعامل مواطنيها كمواطنين من الدرجة العاشرة إزاء مواطني الدول الأخرى..

الطالب غير الأردني -هكذا منصوص عليه في الرابط المدرج- يحق له أن يتقدم لبرامج الدراسات العليا دون أن يحصل على الإمتحان الوطني للغة الإنجليزية خلافا لقرار سابق للتعليم العالي..

لكن عليه أن يجتاز الإمتحان “المشؤوم” خلال السنة الأولى من دراساته العليا، وإن فشل في ذلك ثلاث مرات، وكان قد تحصل على علامة 40% في إحداهن، يتم تعويضه وإرضاؤه بدراسة مادة دراسية في اللغة الإنجليزية تحددها الجامعة، أو مادتين إذا لم يتحصل على 40% في إحدى تلك المرات، وتنتهي مشكلته..

بينما الطالب الأردني -هكذا منصوص عليه في الرابط المدرج- لا يحق له أن يفكر مجرد تفكير أو يرمق ببصره نحو الدراسات العليا إلا عقب تحقيقه لشرط الإمتحان الوطني !

حتى لو أخفق في النجاح بمادة ذلك الإمتحان 10 مرات أو أكثر، وحتى لو أنه أحرز أقل من العلامة المطلوبة بعلامة واحدة فقط..

إذن على الطالب الأردني أن تعطل مسيرته التعليمية داخل وطنه ولو أن تخصصه لا يمت للغة الإنجليزية بصلة، كتخصصات اللغة العربية وآدابها على سبيل المثال لا الحصر..

أو عليه أن يتغرب إلى خارج وطنه من أجل متابعة تحصيله العلمي، أو أن يبحث عن اجتياز ذلك الإمتحان بطرق ملتوية من خلال دفع مبالغ طائلة لـ “مافيات” الإمتحان لقاء تحقيق النجاح فيه..

لا أظن أن من بيننا أحد يقف رافضا أو حائلا بين تعلم المرء وزيادة ثقافته اللغوية بلغة عالمية كاللغة الإنجليزية..

لكنني لا أخال عاقلا يرضى أن يوقف النتاج العلمي لطوابير من المثقفين ومشاريع الأكاديميين من مواطني هذا البلد بسبب قصور ما لديهم في إجتياز مثل هذا الإمتحان..

أقل ما يقال في موضوع مشابه أنه لا بد من معاملة الطالب الأردني أسوة بنظيره غير الأردني، في الوقت الذي أخجل فيه من طرح مثل هذه العبارة بهذه الطريقة..

ففي بقية دول العالم المتقدم منها والمتأخر، يطالب الطالب الوافد بمعاملته أسوة بنظيره المواطن لا العكس !

هل أضحى المواطن في بلدي مواطنا من الدرجة الثانية؟!

السؤال على مكتب وزير التعليم العالي..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى