الهروب من الطشت / خالد عبدالله الزعبي

الهروب من الطشت …. والهروب من القصف……..
لااحد منا ونحن صغار الا وتعرض لمثل هذا الموقف الهروب من طشت الحمام والتلكؤ في مكان آمن من مطاردة الماما،حيث نلاحظ ان هناك عداوة متأصلة وما زالت بين الاطفال والحمّام… لماذا …؟
لا نتذكر ؛ فلربما يكون الامر متعلّق ببرودة الماء او سخونته او في حرقة الصابون حينما تلامس عيونهم ، او من شدة فركة الحمام لاجسامهم الغضة ،فهذه اسباب تستطيع الام التحكم بها لكن قد تكون هناك اسباب لربما اقوى من ذلك لا يستطيعون الاطفال انفسهم البوح بها قد تكمن في طريقة حشر اثنان او ثلاثة صبية داخل طشت واسع يسمى (اللقن ) ليشعروا خلالها انهم كخرفان مزروبة ،حيث ان الطفل بطبعه تواق للفوضى والعبثية في كل شيء ولا يحب ان يُضغَط اويُكبَت او ان يلتزم ببرنامج محدد قد يؤثر في عمل انزيمات الدلال عنده فيختل توازنها ،لذا يجب ان يراعي كل من يتعامل مع الاطفال على استمرارية حقنهم بهذا الانزيم المهم لاجسامهم من خلال تدليعهم باغنية مؤثرة او بقبلة تمرر على كافة انحاء جسمهم او بالعبث في خصيلات شعرهم ليزداد بعدها مفعول هذا الانزيم لديهم ،لذا فاننا نرى الام في حالتنا هذه تروّد وتُدَندِن عليهم باغاني مؤثرة تُشعرهم باهتمامها لهم وهي تسكب بالماء على رؤوسهم وتمرر بها على اجسامهم في النهاية فانهم اطفال ومن حقهم علينا ان نعتني بهم وان نزودّهم بجرعات منتظمة من انزيمات الدلال لكي يعيشوا طفولتهم….
اما انتم يا اطفال سوريا والعراق وغزة وبورما فلكم الله حيث اراد ان تقضوا طفولتكم تحت الانقاض وبالعذاب وان تستحموا بدمائكم بالبراميل المتفجرة دون الطشوت وان لا تدُمِع عيونكم (الشامبوهات بلا دموع) حيث يكفيكم الغاز المسّيل ، ولم تجدوا اماً ترّود عليكم لحن الدلال فدوّي الطائرات هو أعذب لحن واعذب قصيد.
لذا من حقكم انت تهربوا،لكن الى اين….؟؟؟
لكم الله ففروا اليه…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى