المنفيّون / يوسف غيشان

المنفيّون

– وش لك بالطويل!.
تسمع هذه العبارة القاتلة حينما يحدثك شخص في موضوع ما ثم يقول فجأة:( وش لك بالطويل!!) ويستأنف الحديث ، فهذا يعني رخصة للقتل العمد، لأنه سوف يستمر في الحديث الطويل الممل ، الذي ليس لك فيه ناقة ولا جمل ولا بعرة حتى .
أما أنا فسوف آخذها من قصيرها وأقول:

في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي أثينا تحديدا، كانت هناك أصول ديمقراطية، وضعها (سولون) العظيم، ليحكم الشعب نفسه بنفسه. لكن ديمقراطيتهم لم تكن تمنعهم من نفي أي سياسي ترتفع شعبيته بين الناس ، وكانوا يبررون ذلك بأنهم يخشون أن يتحول هؤلاء الساسة الى طغاة، مستغلين حب الجماهير لهم.

بالطبع هذه ليست طريقة مناسبة لعصرنا أن ننفي كل (محبوب جماهير)، فهذه الطريقة حسب مقاييسنا- معادية للديمقراطية- ، لكن أهالي أثينا خبروا ذلك بالتجربة المباشرة، حينما تحول بعض النبلاء المحبوبين الى طغاة، وتم القضاء عليهم بخسائر فادحة، فاخذوها “من قصيرها” ، كما نقول.

مقالات ذات صلة

أن لانقبل هذه الطريقة ، لكن أن نفعل عكسها تماما ؟؟؟؟؟
– كلما إنحرق السياسي وكرهته الجماهير.
– كلما طغى وبغى.
– كلما صارت سمعته تلوكها الألسن.
– كلما كان أكثر غباءا وتياسة
– كلما كان اكثر فسادا وفسادا
وكلما وكلما وكلما …..

فإننا نعتبر هذه الأمور “شهادة سوء سلوك” لهذا الرجل تؤهله أن يتسلم المناصب لفترات طويلة ويتقلب فيها من منصب الى منصب ، وكلما انحرق في مكان وساءت سمعته ، نقلناه الى مكان آخر أكثر أهمية ليوغل ويولغ من جديد في الفساد والإفساد.
كان الأثينيون يريدون الحفاظ على ديمقراطيتهم .
أما نحن ،فعلى ماذا نريد أن نحافظ؟؟؟؟؟؟؟
بالمناسبة. لو طبقنا معايير سولون العظيم في نفي السياسي المحبوب …. فلن ننفي أحدا قط.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى