المعلم محمد الخضري بغزّة يواصل جهاده بالتعليم

#المعلم_محمد_الخضري بغزّة يواصل جهاده بالتعليم

#ليندا_حمدود
بين نيران الحرب المشتعلة، و حصار الأرض الظالم.
إرادة تخرج من صلب شعب يحب الحياة، و هي في أسوأ لحظاتها .
يحارب الخيانة، ويضمد الجراح ، و يعالج الوجع، بعزيمة متجذرة فقط في أمة بني هاشم مسقطها يسمى غزّة.
حرب غزّة تستمر في كتابة المعجزات التي جعلها الله على أرضه الطيبة و يواصل التاريخ فيها تدوين تضحيات ومخاطر رجالها.
القصة اليوم لن تكون من مجاهد حربي يحمل سلاح الإنتقام برصاصه،ولن تكون من مجاهد طبي يحمل وسيلة الشفاء ليطيب مريضه و جريحه ولن تكون من مواطن صامد على أرضه رغم أن كل من على غزّة مجاهدين اختلفت معركة صمودهم وكفاحهم ووسيلة مقاومته لأكبر كيان فاشي عرفه العصر.
بالشمال أين كانت المحرقة الأولى و الإبادة الجماعية و الإنتقام الصهيوني من شعب أعلنت مقاومته حرب التحرير بتاريخ السابع من أكتوبر في معركة طوفان الأقصى التي تستمر لليوم
الثامن و السبعون بعد المائة.
من حي الشجاعية كتبت القصة كاملة بشهادة وفاة لقب فيه بوسام شهادة للمعلم الفلسطيني السيد (محمد الخضري).
المعلم خرج من الركام ليفند الخبر، وليضع أمل نجاة تسجله السواعي الغزواية في رحلة بحث بٱدوات بسيطة من طواقم الدفاع المدني بحي الشجاعية لتثبت أن لهذا الشعب الصبور
فرصة أن يخرج حيّ ولو كان مدفون تحت الركام.
خرج المعلم (محمد الخضري) مصابا متٱثرا بإستهداف وحشي ،مدمر من الجيش الصهيوني النازي لبيته.
شفي المعلم واسترجع عافيته ليكتب طريق النجاح والمثابرة في أداء وظيفته التعليمية في ظروف حرب وصفت أنها الأعنف تاريخيا على كوكب الأرض وشهدها هذا العالم.
في مخيمات النزوح بقطاع غزّة ومراكز الإيواء كان العهد سيدا
للمعلم الجليل ( محمد خضري) في أن يرقي كلمة التعليم إلى درجات جهاد وتضحية .
نشاط وضعه كان مختلفا وثريا ولم يتوقف عن تدريس ( اللغة العربية فقط) ولكنه تجاوز الحصص بسبب ظروف الحرب ومخلافاتها.
تدمير كلي للمدراس، غياب كامل لوسائل التعليم، ضياع وخراب كلي للمناهج التعليمية ورموزها ولكن
المعلم ( محمد الخضري) كان يمثل الخزان الثقافي و المورد التعليمي و الٱداة المسلية لأكثر من مائة تلميذ بمراكز الإيواء.
البرنامج تمثل في:
تدريس اللغة العربية، وتنشيط الذاكرة التي بالكاد فقدت بسبب أهوال ما حدث بغزّة والتركيز أكثر وبنسبة 80% على الجانب النفسي للأطفال حيث قتلت براءة طفولتهم و دمرت نفسياتهم
وأصيب أطفال غزّة بأمراض نفسية ونوبات الخلع والفزع من جراء ما شاهدونه في هذه الإبادة.
المعلم (محمد خضري) لم يكتفي بالورقة والقلم في رسالته التعليمية ولكنه نوع النشاط بطريقة ترفيهية تشجع على المواصلة و الإجتهاد و التركيز و التمعن في. التدريس.
رسومات فردية، تلوين على الوجوه، سرد قصصي وتنشيط حكاواتي وتجارب بتطوع لإثراء التعليم والترفيه عن النفس و المساعدة على تجاوز أزمة نفسية صعبة يعاني منها أطفال غزّة.
مجهود عظيم و جبار وثناء كبير و إقبال جماعي من مختلف مراكز الإيواء و مخيمات النزوح بالشمال من أجل أن يحظو بفرصة المشاركة في مواصلة العام الدراسي لأطفال غزّة.
المعلم (محمد الخضري) قام ولا يزال يقوم بمجهود يعد الأول من نوعه في حرب غزّة وذلك من خلال التكفل بكل النشاط التعليمي من مصروفه الشخصي لغاية واحدة لا يوجد غيرها و هي إسعاد أطفال غزّة وتشجيعهم و حثهم على مواصلة دراستهم وتوجيه رسالة مباشرة لكل هذا العالم و في مقدمتهم الكيان الصهيوني
(فلتهدموا المدراس كما تشاؤون ولتحرقوا المناهج ولتطمسوا ٱثار التاريخ ومعاهد ومنشئات التعليم ولكن لن تنجحوا في هدم عقولنا فنحن الذاكرة الحية التي لا تموت وإن بتنا نطلب العلم في العراء).
تضحية فريدة من معلم يلقب بالسيد ( محمد الخضري) حمل وِزر أمة كاملة في طريق حرب معبد بالموت في كل مناطقه .
فتحية لا توافي حقها لمعلم يكتب حقا التاريخ ويجعل من التعليم رسالة تجاوزت الرقي و الجهاد في كل حروب العصر.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى