المعلم الذي نريد

#المعلم الذي نريد

#عبدالبصير_عيد

بلا أدنى شك يعتبر المعلم الركيزة الأساسية التي تستند عليها #المؤسسات_التعليمية، وكلما كان المعلمون أكثر كفاءة، كلما كانت المخرجات التعليمية أكثر نجاحاً وإبهاراً في أي صرح تعليمي. وقد أشارت إلى ذلك دراسات عديدة. ومن هذه الدراسات ما ذكره روبرت مارزانوا التي تخلص إلى الآتي:
لو وضعنا معلمين أكفاء في مدرسة ذات نظام متهالك فإن المعلمين سوف يرفعون نسبة النجاح في المدرسة إلى ما يقارب 62%. بينما لو كان العكس فإن نسبة النجاح لا تتعدى 37%.

وبذلك فإن المؤسسات التي تسعى دائماً لتطوير المعلمين وانتقاء الأفضل في مؤسساتهم وتقديم الحوافز لتشجيع بقائهم تبني سمعة أفضل من غيرها بقوة ما تملك من كفاءة معلميها، والتي بكل تأكيد تنعكس على كل مناحي العملية التعليمية، ابتداءً من الإدارة الصفية وتصميم الدروس وطرق التدريس والتقييم وحتى الجو العام للبيئة المدرسة، فتكون بذلك مدارس تتميز بالتعليم الممتاز لتحصد أفضل النتائج على مستوى التحصيل والتقدم وجودة العملية التعليمية.

وهنا لابد أن نؤكد على أن العملية التعليمية ليست “منتجاً”، بل هي “عملية إنتاج” لا تنتهي. لذلك كان يقول أحمد بن حنبل رحمه الله: “نطلب العِلمَ من المحبرة إلى المقبرة”.
وبالتأكيد في داخل كل معلم مبدع هناك معلم أكثر إبداعاً ينتظر الخروج، والمعلم الناجح لا يجلس على قارعة الطريق ويقول فاتني القطار بل يكافح دوماً للتميز ولا ينتظر الفرص بل يصنعها. وهو يتعلم من جميع الأطياف لكنه يأخذ الأفضل. فالمعلم الفعال هو المعلم المبدع القادر على التأقلم مع البيئات المختلفة ويجمع بين الفكرة وتطبيقها، والمشكلة وحلها، ويخلق من أبسط الأدوات وسائل للتعلم.
المعلم الفعال هو المعلم الذي يتعامل مع تلاميذه بإنسانية ويؤمن بأن لكل تلميذ حق التعليم الممتاز وبأفضل الطرائق، والمعلم المتميز ذو توقعات إيجابية عالية ويؤمن بتلاميذه؛ إمكاناتهم وقدراتهم. والمعلم المتميز ييسر الطريق لتلاميذه لإحراز مزيد من التقدم والنجاحات؛ لذلك يصمم دروسه ذات الرؤية البعيدة التي تضمن تحقيق الأهداف والتي تصنع التميز.

نريد ذلك المعلم الذي يحافظ على شغفه تجاه التدريس بشكل متواصل متحدياً كل الصعاب التي تخلقها الأنظمة المدرسية مُثقلةً كاهل المعلم ومُفسدةً العملية التعليمية برمتها؛ ولا نريد التعميم إنما الواقع خير برهان على ذلك. المعلم الذي نريد هو ذلك المعلم الواعي لواقع حاله وواقع التدريس في العالم ككل، وهو من يحفظ هيبة المعلم عالية بأدائه المتميز وسعيه نحو التنمية الذاتية والمهنية. فهو يسعى نحو تطوير قدراته ومهاراته بتعلم مستمر مدى الحياة؛ إما بالقراءة التخصصية أو من خلال حضور دورات تدريبية ترفع من قدراته ومهاراته.

وختاماً؛ على المعلمين أن يكونوا أكثر فخراً بمهنتهم لأنهم الأعلى قدراً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير] رواه الترمذي. إن تربية الأجيال ليست سهلة لذلك كانت مهمة التعليم مهنة الأنبياء والرسل والعلماء ورثة الأنبياء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى