المسؤولية

المسؤولية
مصطفى وهبي التل

أيام الشباب كنت (ازعر).
طالب جامعة في فلوريدا دون ادنى مسؤولية او أي اهتمام بأحد غير نفسي.
لكن دخول صدام إلى الكويت في صيف 1990 غير أولوياتي.
في البداية لم أعر الموضوع أهمية، وغادرت الاردن بعد انتهاء العطلة الصيفية وعدت لفلوريدا على أساس ان الأردن وأهلي لن يتأثروا وستبقى الامور على ما كانت عليه.
مع مرور الايام ووضوح الصورة والاطماع والمؤامرة الأمريكية على المنطقة بدأ القلق على عائلتي وعلى الأردن يتسرب في وجداني.
قررت فجأة تعليق دراستي الجامعية والعودة إلى الأردن لأكون مع عائلتي في وقت الشدة.
لم يضغط علي أحد من أهلي ولم يطلب أحد مني ان افعل ذلك. لكن، بالنسبة لي، كان هذا ما وجب علي فعله.
كيف أكون خارج الأردن بعيدا عن عائلتي في وقت الشدة؟
أي ابن اكون نحو عائلتي وأي مواطن أكون نحو بلدي اذا بقيت في أمريكا اتابع الامور من خلال التلفزيون وكأني في اجازة؟
عدت إلى الأردن وكانت طائرتي آخر طائرة تهبط في مطار الملكة علياء قبل إغلاق المجال الجوي الأردني، حيث هبطت طائرتي في الليلة التي سبقت الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة لصدام للخروج من الكويت.
أذكر استقبال موظف الجوازات الغريب لي حيث كنت ضمن حفنة صغيرة من الناس الداخلين إلى الأردن لأن غالبية ركاب الطائرة كانوا مسافري (ترانزيت).
سألني الموظف لماذا عدت؟
قلت له لأكون في وطني ومع أهلي وقت الشدة.
سأذكر ما حييت رده العفوي لي: (شو جابك)؟ أنت حمار؟
كررت جوابي بأنه لن أترك عائلتي وقت الشدة. لن اراقب أهلي وبلدي وقت الخطر من الخارج.
أليست هذه المسؤولية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى