سواليف – شام البدور
المركز الوطني للثقافة والفنون هو مركز يقدم نماذج إبداعية مبتكرة في كيفية استخدام الفنون الأدائية لإثراء العملية التعليمية والتنمية الاجتماعية في الأردن والوطن العربي، ويقدم المركز برامج تدريبية للأطفال والشباب في الفنون المسرحية وفنون الرقص باعتماد دولي .
وقد قمت بزيارة للمركز الوطني للثقافة والفنون للقاء مديرته السيدة لينا التل وهي ممثلة ومخرجة حاصلة على ماجستير في المسرح والدراما في التربية والتعليم ، ودبلوم عالي في التمثيل والاخراج من أكاديميات وجامعات بريطانية ، إضافة الى بكالوريوس أدب انجليزي وعلوم إدارية من جامعة اليرموك في الأردن .. قامت بإعداد وإخراج العديد من المسرحيات للكبار والصغار عرضت في الأردن وفي المهرجانات الدولية، وحاز البعض منها على جوائز وشهادات تميز. ومن أهم أعمالها برنامج كرتون المناهل ، وبرنامج شباب@كم “شباب قدكم” بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والتلفزيون الأردني.
وكان لي معها هذا الحوار :
** بداية نرحب بك سيدة لينا ونحن سعيدون بلقائك والتواجد في المركز الوطني للثقافة والفنون .. ونود لو تحدثينا عن الهدف من إنشاء هذا المركز؟
* شكرا شام وأهلا وسهلا بك في المركز الوطني للثقافة والفنون .. ونحن نعتز ونفتخر بشابات مثلك يهتممن بالإعلام وبالشأن الثقافي في الأردن .
تأسس المركز عام 1987وكان الهدف هو استخدام الفنون الأدائية وفنون المسرح كوسيلة في التوعية حول قضايا اجتماعية لها علاقة بالتنمية وخصوصا أن المسرح له تأثير كبير على الناس ويتفاعل معه الجمهور فمسرحنا تفاعلي ، وأحد أهدافنا أن يصل المسرح إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع .. ومن الأهداف الأخرى دعم المواهب الفنية للأطفال من أعمار 7سنوات فما فوق .. ومنهاجنا بالتعاون مع مركز كندي للفنون الأدائية في واشنطن وهو معتمد ومصدق من وزارة التربية والتعليم .. كما نهتم بإكساب الأطفال قوة الشخصية بتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعليمهم الكثير من المهارات .. وأعددنا منهاجا للفنون المسرحية لوزارة التربية والتعليم يدرس من الصف الأول إلى الصف العاشر .. ومن أهدافنا أيضا عمل علاقات ثقافية وفنية مع دول العالم سواء العربية أو الأجنبية وذلك عن طريق تبادل الخبرات وإبراز الهوية الأردنية والعربية وجمال ثقافتها .. كما نقوم بتدريب الشباب وليس فقط الأطفال على مهارات الاتصال والتواصل من خلال الفنون المسرحية لأنها غير تقليدية وأكثر متعة .
** ماهي النشاطات التي يقدمها المعهد والتي تعنى بالطفولة ، خصوصا أن المعهد يهدف إالى الإبداع والابتكار من خلال الفن لجميع الفئات العمرية ؟
* مدرسة الفنون المسرحية ومدرسة فنون الرقص معتمدة من الأكاديمية البريطانية الملكية للرقص وتقودها السيدة رانيا القمحاوي لرقص الباليه ، ولدينا الفنون الشعبية والدبكة الأردنية التي نعتز بها .. وهنالك أيضا مؤتمر الشباب العرب الدولي الذي يضم أعمار 13 إلى 16 ، وقد أسسته جلالة الملكة نور الحسين منذ عام 9181 ، وسنحتفل هذا العام بالدورة ال35 له .. وله في كل سنة شعار ، وهذه السنة شعاره عن الابتكار والقيادة من خلال وسائل فنية .. ومن النشاطات الأخرى مسرحيات تطرح وتناقش قضايا هامة مثل : التوعية المرورية والتمييز بين الولد والبنت والعنف الأسري وخطورة الزواج المبكر وهي تعرض باستمرار .
ومن أهم نشاطات المركز : مبادرة ” كل خطوة بتعمل فرق ” .. وهي منبثقة عن مؤتمر الشباب العرب الدولي ، عبارة عن مسابقة لكل مدارس المملكة للطلبة بين 13 إلى 17 لتقديم أفكار لأعمال تطوعية لها ديمومة وتعود بالفائدة على الطالب نفسه وعلى المدرسة والمجتمع أيضا .. حيث تنتقي لجنة تحكيم الأعمال الفائزة ، وقد كانت لدينا هذا العام 36 مبادرة من 12 محافظة .. ويساهم المركز في دعم هذه المبادرات لتنفيذها وتدريب الطلبة على مهارات التواصل وإدارة المشاريع الصغيرة .. كما يتم توثيق كل المبادرات بأفلام وثائقية تعرض في احتفال وطني بحضور وزارة التربية والتعليم و ال USAID ومنظمة اليونيسيف الداعم الرئيسي لهذه المبادرة .. حيث يشارك الطلبة الفائزون في مؤتمر الشباب العرب الدولي .
** نود لو تحدثينا قليلا عن مهرجان الإبداع الطفولي الذي سيبدأ في 8/18 ؟
* هي مبادرة جميلة جدا ، وهي تابعة لوزارة الثقافة وقد جمعت كل المهرجانات تحت مظلة واحدة مثل أغنية الطفل والمسرح والكتابة الإبداعية والفنون التشكيلية .. ستقدم فيه أعمال مسرحية وغنائية وأدبية ومعرض فني خاص بإبداعات أطفال دور الرعاية، وهذا يتيح الفرصة لعدد أكبر من الأطفال والشباب في الأردن للتواصل مع الفنون .. فالفن هو أساس تنمية شخصية الطفل .
ومن خلال منبرك يا شام أحب أن أوجه رسالة لمؤسسات الدولة ، وخصوصا التربية والتعليم أن تهتم بإعطاء الفنون والموسيقى والرسم أهمية وعدم تهميشها .. لأنها تساهم في صقل شخصية الطفل ورسم كيانه بما يدفعه ليكون مفكرا ومبدعا .
