الكل ربحان

على واه لو نتخلى عن قيود صندوق النقد الدولي ونأخذ الدرس من حِمل البندورة على الأقل بطلع الكل ربحان ومافيش لا عجز ولا خسارة .
#الكل_ربحان

#رائد_عبدالرحمن_حجازي
هذا ما اخترته لكم من كتابي
( أجا عبالي )
في بيت جدي رحمه الله وتحديداً في وسط مدينة إربد (ساحة الأفراح) كان الملتقى شبه يومي للخالات والأحفاد حيث كنت أنا واحداً منهم وكانت أعمارنا تتراوح بين العاشرة والثانية عشر آنذاك ، وفي أحد الأيام إقترح علينا إبن إحدى الخالات والذي كان يكبرنا بثلاث سنوات تقريباً بأن نقوم بتفريغ حمولة صناديق بندورة خشبية من آلية صغيرة للشحن (طرطيرة) لداخل محل للخضار بمسافة لا تتجاوز بضعة أمتار مقابل أجر مالي مقداره قرطة كبيرة لكل واحد منا (القرطة الكبيرة 25 فلس , والقرطة الصغيرة 20 فلس). بالنسبة لنا لم نقم بهذا العمل من قبل ولكن مقابل هذا العرض السخي لم نقاوم فوافقنا وتمت المهمة بنجاح وكان عددنا عشرة أولاد بالإضافة لإبن خالتنا الذي إتفق مع صاحب محل الخضرة بتفريغ الحمل مقابل نصف دينار ، فما كان من صاحب المحل إلا الموافقة كون أُجرة تفريغ الحمل كانت لا تقل عن دينار واحد في ذلك الوقت .
حصل كل فرد منا على قرطة كبيرة وإبن الخالة حصل على ربع دينار له خص نص .
وبعد تعباية الجيبة بالقروش توجهنا جميعناً لدكان أبو سلطان رحمه الله ودخلنا عليه دخلة رجل واحد وبدأت عمليات الشراء للأسكيمو والدورادو والذواب والفيصلية الخ …. , بالنسبة لي أذكر أنني اشتريت بتعريفة قضامة وبتعريفة خمس حبات ملبس على شكل حبل وادخرت قرش ونصف للمستقبل .
الدكنجي أبو سلطان ومن باب الحرص علينا تسلل من دكانه لدار جدي القريبة منه وأخبر جدي رحمه الله بالموضوع فقال له : يا حجي الأولاد بإيديهم مصاري عفق مثل الرز ومثل ما بتعرف الدنيا لا هي عيد ولا إشي ، أني خايف لا سمح الله أنهم يكونوا عاملين عملة هيك ولا هيك (سرقة ، نشل ، … سلامة فهمكوا ) .
فما كان من جدي إلا أن جمعنا وهددنا بفلقة نصها موت وبسبب الخوف تمت الإعترافات منا واحداً تلو الآخر وقلنا لجدي إنه كبيرنا الذي أشار علينا بهذا العمل وبعد سماع أقوالنا وتبرئتنا مما نُسب لنا قام جدي بجمع ما تبقى معنا من قروش وهو يقول : ثاني مرة إذا بسمع إنكو عايدين هالشغلة والله غير أمدكوا فلقة .
خرجنا مسرورين مع تبادل الإبتسامات فيما بيننا كوننا مزطنا من الفلقة .
مما سبق الكل رابح فمن صاحب محل الخضرة الذي وفر نصف دينار ونحن الذين تبحبحنا بعدة تعاريف وإبن الخالة الذي كسب عشر قرطات كبار هية وحدة والدكنجي أبو سلطان حيث دبت عنده حركة تجارية نشطة إنتهاءً بجدي الذي صادر ما تبقى معنا بحجة معاقبتنا على ما فعلناه .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. صحيح الكل ربحان لكن لا تنسى انه من خسر خلال هذه العملية فهم العمال انظاميين الذين يعتاشون على مهنة التحميل والتنزيل وهذا يشبة ما حصل عندما فقد الاردن مواردة وباعها بحجة الخصخصة وجلس ابناء الاردن بدون شغل لان العملة اخذت مكانهم وبالتالي خسر الوطن والشعب جميعا ولم يربح الا التاجر والسمسار.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى