القهر والعزوة تولّد….القوّة / م . باهر يعيش

القهر والعزوة تولّد….القوّة
كنّا أطفالًا في العاشرة نلعب (البنانير)الجلول في الزّقاق في نابلس .كانت لعبة( الجورة).حفرة صغيرة يضع كل لاعب بها جُلّا،ثمّ يحاول اللاعب عن طريق ضرب جل أخر للجلول في الحفرة بقوة أن يخرج أكبر عدد منها فيصبح، ملكه ومن يفشل يبقى جلّه الآخر حبيسًا في الحفرة.كنّا صادقين بريئين في لعبنا جادّين نقبل الخسارة والربح بروح رياضيّة.إلى أن ظهر لاعب آخر غريب عن مجموعتنا يكبرنا سنًّا.فرض نفسه على اللعبة وكان يربح من جلولنا سواء ربح أو خسر ،ملأنا الغيظ ولكننا لم نملك أن نفعل شيئًا رغم مناقشته والإحتجاج بطريقنا السلميّة وبلا زعرنةلفظاظته.صار يترصّدنا ويقحم نفسه في لعبتنا ونحن نحترق غيظًا.وفي يوم ظهر في أوَّل الزّقاق قريب لي يكبرني سنٌا وكان قد بلغ منى السيل الزُّباووقفت على قصر قامتي أجادل مغتصب جلولنا وبصوت أعلى من المعتاد.ناداني قريبي من بعيد:باهر…مالك،شو قصتك!؟شعرت بقوّة خارقة قفزت على أثرها إلى رقبته ممسكًا بحنجرته وضغطتها بأضعاف كامل قوّتي ( أنا المسالم).نظرت في عينيه وقد جحظتا من الصّدمة من المفاجئة ،بصعوبة فكّ أسر عنقه من قبضتي وفرَّ بكامل قوّته …لم يعد أبدًا.
المقهور الذي يجابه جبّارًا ظالمًا أقوى منه يكتسب أضعاف قوّته إذا شعر بأنّ قريبًا صديقًا يسنده يؤازره ولو حتى بالقول. ليت قومنا في أزقة نابلس والقدس وجنين وغزّة يشعرون مثل هذا الشّعور من قبل أبناء عمّهم خارجها ،سيفعلون الأعاجيب ومع ذلك…هم يفعلونها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى