أوراق استهلكها الشجر / ريم سمير أبو مغلي

أوراق استهلكها الشجر

سيوف البرق تقطع سماء المنطقة؛ فترتعد النجوم … تختبى خلف الغيوم، ويسقط القمر مع أوراق استهلكها الشجر.
يجمع الرجل ارتباكه داخل حقيبته ويخرج …
تنسحب الأرض من تحت الطائرة … تقذفها الى السماء؛ فيتضور الرجل ذعرا وتضيق قضبان قفصه الصدري…
تغرورق دموع الغيم بين جفني النافذة … يسور الرجل وجهه بيديه … عشرات الأفكار تزحف الى رأسه … يحاول الاستماع الى سكون الليل؛ عله يعلو على أصوات أفكاره …
تحبس الطائرة أنفاسها … تغوص في العتمة … تطأ أرجلها الأرض … تهرول قليلا، ثم تقف…
يدق الجرس … صوته دامع … تفتح الزوجة الباب … ترحب بزوجها بحرارة وحيرة …
يحاول الزوج الصاق ابتسامة على شفتيه، الا أن نظرة حزينة تقتحم عينيه عنوة … يفشل في طردها؛ فيخرج السيجارة الأخيرة من العلبة … ينفث كلمات تنقلب حروفها رصاصات؛ فتتساقط جثث الدموع من أهداب زوجته.
مجموعة من الصور تستولي على مسرحي عيني الزوجة … تخطفهما الى مكان ترى فيه نفسها في جلسة عائلية، يترأسها أخوها … شاب مفتول العضلات … ملامح السعادة تغمر وجهه وهو يطفئ شمعة عيده … ولكن ما هي الا ثوان حتى شعر بثقل في رأسه … تدفق الظلام حوله، حتى أحاط به.
أصوات متداخلة تفيض من غرفة مكتظة بالسيدات … تلحظ احداهن الخيالات المرتجفة لشفتي الزوجة؛ فتنكمش عيناها وتلثم فمها بيدها، ثم تصرخ بالسيدات بصوت تهتز له جدران المكان؛ فيغطي الصدأ شفاههن لثوان … يقرأن “الفاتحة”، ثم يمضين.
النهاية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى