الفرحة الكبرى تكتمل بفتح المساجد

الفرحة الكبرى تكتمل بفتح المساجد
علي السنيد

لا شك أن من أكبر المصائب التي يمنى بها المسلمون تتمثل بغلق مساجدهم ذلك ان المساجد اغلقت تاريخيا بسبب الاحتلال الذي تعرض له العالم الاسلامي، َوكذلك في بعض النكبات الكبار، والكوارث الطبيعية، والاوبئة، وهي نذير شؤم.
وعندما تلتئم المساجد وتعود الصلاة فيها كالمعتاد فتكون المحنة قد ولت، وتبقى هذه الأمة صامدة خلف المحن، معتصمة بحبل ربها، وناظرة إلى رحمته التي وسعت كل شيء.
وعندما اتخذنا في الاردن قرار تعليق الصلاة في المساجد مكرهين كان ذلك مخافة تفشي وباء كورونا وقد ضاقت النفوس، وتألم اهل المساجد الذين تحملهم أقدامهم إليها خمس مرات في اليوم، يدفعهم الشوق إليها، والى مواضع السجود، والى الصحبة الطيبة، والى قضاء الساعات في كنف الله تعالى.
كانوا يسعون إلى المساجد ليلا ونهارا، ويغدون ويروحون في ذمة الله، ويعيشون في جو روحي عميق حيث الذكر والقرأن.
والمساجد قبلة روحية، ومهوى افئدة المؤمنين.
وقد لمست حزنا وشعورا بالاسف لدى رهط من المصلين الذين فقدوا طعم الايام مع غلق المساجد .
ولا شك اننا عشنا اعمارنا ولم نشهد مثل هذا من قبل حيث الاذان يشتمل على مطالبة المصلين بأداء الصلاة في بيوتهم مخافة تفشي الوباء.
ولا شك أن الدولة الاردنية خاضت مع الفيروس معركة حاسمة تحطم الأعصاب، ونحن والحمد الله بتنا نحقق تقدما ملحوظا في محاصرة بؤر الوباء، وفي طور الانتهاء منه، وقد بدأت الحياة الاعتيادية تعود إلى الكثير من قطاعاتنا، ومؤسساتنا، واسواقنا.
وانا ادعو الى مراجعة قرار اغلاق المساجد أيضا التي تشتمل على حياتنا الروحية، وكذلك بالنسبة للكنائس التي توقفت فيها الصلوات بسبب الوباء.
وان إعادة استئناف الحياة الدينية ضمن ضوابط وقيود السلامة العامة يضفي نصرا مضاعفا، ويفضي إلى تحقق الفرحة الكبرى في اجتياز أزمة فيروس كورونا.
ونحن نتوق إلى فتح أبواب المساجد قريبا، والتئام الصلاة فيها، وعودة صلاة الجماعة، واستعادة الجمعة، ونتوق إلى سماع الاذان كما هو في صيغته المعروفة.
وعندما تفتح بيوت الله للعبادة على المؤمنين ان يكونوا احرص الناس على تحقيق متطلبات السلامة العامة، وليكن التواجد فيها تدريجيا، وليصار الى مراقبة الوضع بدقة فإذا لم تسجل اية إصابة منبعها تجمع المصلين فيستمر فتح المساجد واذا حدث غير ذلك لا سمح الله فيتخذ القرار الذي يستهدف حماية أرواح المصلين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى