الغسونة و المنذرة

الغسونة و المنذرة

د. #بسام_الهلول
…كنا صغارا ونقرا طيات التاريخ ( #الغساسنة)..و( #المناذرة)…انهم عرب يتسولون اعتاب الروم واعتاب الفرس كي يجود عليهم بعض ما يلقى من فتات من على موائدهم…ثم يعودون الى قبائلهم شيوخا وأمراء بعد ان يثخن فيهم سوط الصغار والذلة من قبل سادتهم…يحملون زهو الديك في الدجاج..طالعناها على انها ظاهرة عمرانية اتسم بها اجتماع الاعراب والعروبة… وانها الى غير رجعة… ولما طالعنا مسيرة( الاستخذاء)…اليوم عند كثير من ساستنا..تيقنت انها( ظاهرة سياسية)..ترافق نفرا رضوا لأنفسهم الدون والصغار…والمكث طويلا على بواباتهم وهذا ما شاهدناه عيانا صورة تناقلتها وسائل الاعلام والميديا…زعيم بلد عربي من بلد كان محجا للقومية العربية ينتظر حتى يفرغ( اوباما)..من مداعبة كلبته…ويؤذن له بعد ان يستأنس ويستأذن…ومشهدا اخر رأيته في صحيفة تتجلى بها صورة( نتن ياهو)
..وهو واضع قدمه على الاخرى ومقلوب حذائه بوجه من كانت له حظوة وتضرب اليه كما تقول العرب( أكباد الإبل)..جاها وسلطانا وكان ( نتن ياهو)..يطلب منه قراءة نمرة حذائه …هل من بعد هدا الصغار صغار…وكان هذا رقما في تراتبية السلم الاداري عندنا والمقصود ( نحن الاردنيين)..لا كما اصطلح عليه في اجروميات الفقه بالاحناف ( مذهب الحنفية)…وكما تقول العرب تضرب اليه( اكباد الابل)…جاها وحظوة عند اولي السلطان الاكبر كما نوهت به كتب الامراء ومزاياها وكما رقن من كتابات( ابن خلدون)..في العنونة..يسامون ذلة وصغارا ثم يعودون الينا من خلال حظوتهم عند الاكبر( انفخ بالونك كي يكبر)…ورحم الله اديبنا وصاحب القلم النظيف والكلمة الموقف المرحوم( ابراهيم العجلوني)..في احدى قصائده( انفخ بالونك..كي يكبر)…تن…تن تترن…من مزاميره( السخرية)…الااااان وكنت من قبل اقرأ ان الصورة ليست طبق الاصل
كما وردت عند روائي فرنسي في كتابه( الارض واحلام الراحة)… La Terre et les reveries du repos. / Gaston Bachelard اقراؤها( الصورة طبق الاصل)…وهاهي الان تتجلى بأفضل صور الصغار والهوان..من لدن( المركب)…السياسي في عالم( الاستخذاء وتوليتهم عدوهم الدبر)…كان هذا الشخص يزهو في امتنا وترابنا زهو الديك بحظيرة الدجاج
وهاهو الان يعيش ارذل العمر لم تنفعه دياثته…لانه فاتته حنكة ودراية من لايتقن التجديف في حضرة الاطلسي..فخانته الشراع واليد فآذا هو مبلس… وأخلد الى( قوادته)..وظن بولي نعمته حسن الظنون…ونسي ان من يركب في حضرة السلاطين كراكب البحر اذ لا تؤمن بوائق البحر…ولم يستفد من تجربة العم( قنفذ)…اذ القنفذ اذا غادر جحره يأكل ويرمّ ولكن لايركن الى شهيته فكلما اكل وقارب على ان ينتفخ بطنه يرجع الى جحره فيقيس حجمه وحجره الذي ( فسق)..منه فاذا شعر بقرب الملاء يرجع ويترك الفضاء كي لا يبيت خارج سربه…ومن هنا ضرب به المثل( كوووول وقيّس )..ولا تفوتك فطنة( القنفذ)..وقانونه في حفظ( السلم)…له ولأولاده…هذا هو ديدن من لايعرف اخلاق البحر…ومن لايتقن الابحار سيلقي به البحر بعيدا
اذ لاامان للماء…اخلدوا الى عمالتهم
واستخداء السلطان…ونسوا…ان السياسة كالحرب لايصلح لها الا الرجل المكيث…او ما يقال في امثالنا السيارة( تأبط بطن الفرس)…اخلدوا الى اسيادهم وكانوا مطايا…وغرتهم الاماني…ونسوا ان ذات بوم( تبرحهم ديارهم..فطيرهم بارحة ودارهم نازحة)…وهاهي كتبنا السلطانية غاصة بمكانة الالم مما جرى اهم على ايدي سلاطينهم( الدار نازحة والطير بارحة)..ولقد اذاقتهم دنياهم افاويق ولكن مابرحت ان القت بهم مجاديفها في الهناك السجن او النفي او التشرد
وزلزلت عروشهم لايلوون على شيء..وما قصة الشاه شاه ايران وابن علي الذي صاح ندما في قومه( فهمتكم توا)…فلم تنفعهم( غسونتهم)… ولا( منذرتهم)…من الاقدار شيئا…ومن يركن اليهم ظنا منه ان غسونته ومنذرته تحميهم انما هو مثله كمثل( الأمراط)…كانت تستعملها النساء تتوقى بها ساعة الطمث ولكنها ماتلبث بان ترمي( امراطها)…بعد ان تقضي حوائجها…فلا تكونوا امراط العتبات السلطانية..سيلقى بكم ساعة الخلاص من( طمثهم)…والسعيد من وعظ بغيره…ولك من اخلاق القنفذ( كووووول…وقيّس)…يارعاك الله …وكن كمثل من يمد رجله…لان الذي يمد رجله لايمد ّ يده…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى