شو بدك تصّلح / م . عبدالكريم ابو زنيمه

شو بدك تصّلح
اشترى مهاوش سيارة مستعملة بحالة جيده وكان لا يعرف السواقة ،ولكنه يوماً بعد يوم وبمساعدة هذا وذاك تعلم شيئاَ من السواقة ولكن على حساب صحة المحروسة ،كان مهملاً في صيانتها وكل ما يهمه أنها تسير وتوصله إلى مبتغاه ، ومع مرور الأيام أصبح كل جزء منها يصرخ ويحكي ويخرج أصواتا باستثناء الراديو ،حتى أصبحت سرعتها عندما تسير للخلف أسرع من سيرها للأمام مما أضطره في أحايين كثيرة أن يحملها أكثر ممّا تحمله لكثرة أعطالها،كانت الطرق في تلك القرية ترابية وصخرية ولكي لا تضيع القطع المتساقطة منها كان يلفها من الأسفل بقطعة من الخيش لتتجمع فيها تلك القطع،كان شباب القرية يلتقطون أي برغي او قطعة حديد يجدونها على الطريق ويسلموها لمهاوش على اعتبار انها تعود لسيارته ،ومع صباح كل جمعه يقوم مهاوش برفع (شنق) السيارة بأن يربطها بواسطة حبل بغصن شجرة التوت المزروعة في ساحة بيته ويقوم بالتقاط ما تساقط منها داخل قطعة الخيش ويعيد تركيب وإصلاح ما يعرف ويستطيع اصلاحه بنفسه .
في أحد الايام توقفت سيارة مهاوش وعبثاً جاهد لتشغيلها بالرغم من هبّة الجميع لدفعها للأمام والخلف إلا أنها بقيت على حالها لم تتحرك خطوة واحدة ،واخيراً تم سحبها لتستظل تحت شجرة التوت لعدة أيام ريثما يقوم باستدعاء صديقه الميكانيكي زهراوي من المدينة لإصلاحها،وما أن وصل زهراوي حتى بدأ بمعاينة جثة السيارة وكل علامات الاستغراب ظاهرة على وجهه ، جاهد الاثنان طوال اليوم الاول لكن المحروسة بقيت على حالها ، ناما تلك الليلة بعد أن هدهما التعب ومع طلوع الشمس باشرا العمل حتى أذان العصر وبدون فائدة حتى قدم عليهم خال مهاوش الذي كان يراقبهم منذ لحظة قدوم زهراوي وجلس ينظر إليهم ، مهاوش يدور حول المحروسة وزهراوي منهمك والعرق يتصبب منه وبين الفترة والاخرى يصيح : شغّل يا مهاوش…دق سلف يا مهاوش … والخال جالس ويراقب ويهز رأسه كلما تبوء عملية التشغيل بالفشل حتى مالت الشمس للغروب وهنا تدّخل الخال قائلاً :يا مهاوش والله دوختنا وأنت تلف وتدور…ما أنت عارف أنها خربانه ومستويه… إذا بدّك تصّلحها عن جد… هاي بدها نفض كامل من النمرة للنمرة إذا ظل عليها نمره …وأنت يا زهراوي الله يسهل عليك لو بيك خير ما خرّبتها أكثر ما هي خربانه…ما بيه فايدة شو بدك تصّلح تا اتصلّح ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى