الشهيد سعيد العمرو / أحمد هاني النجار

الشهيد سعيد عمرو

بالأمس مارس الكيان الصهويني إجرامه ككل يوم , لكن ما أثار الجميع أنه قد قتل شاباً يحمل الجنسية الأردنية جاء زائراً يحمل شوقه للضفة الأخرى من هذا الوطن .
العجيب في الأمر هو أن يتغاضى الناشطون عن دماء العديد من الشهداء في فلسطين وعن دم هذا الشهيد وأن يصبوا كلَّ تركيزهم على جنسيته , في الحقيقة لا فرق بين الشهداء فالدم واحدٌ على تلك البقاع .
وفي المقابل كانت ردة الفعل هذه تخفي العديد من الأسباب والأسئلة وأبرزها هو كيف ستكون ردة فعل الشعب الأردني والحكومة الأردنية , وهذا السؤال أيضاً يخفي إجابته عقب على الإستفهام , فيقول فيها “ستفعل ما فعلته بقضية الشهيد رائد زعيتر من قبل وغيره من الشهداء الذين قضوا نحبهم على الأراضي المحتلة !” .
الشهيد “سعيد عمرو” صاحب ال27 عاماً كان ذاهباً في رحلة سياحية لمدينة القدس المحتلة ولا يملك بجعبته إلا الشوق والحسرة , عكس ما يدعي إعلام الكيان الصهيوني أنه كان يحمل سكيناً وينوي طعن أحد المستوطنين هناك !
وككل إفتراءاته الكاذبة بهذا الشأن وككل مرة يقتل فيها قد وضع سكيناً في حقيبة المغدور ليستجدي تبريرأ لموقفه أمام الغضب الذي انهال كردة فعلٍ على ما اقترف .
جرائم هذا الكيان الصهوني لا يمكن تبريرها بتاتاً ولا يمكن تسميتها دفاعاً عن النفس .
ولكن للأسف لم تكن ردة الفعل سليمة في قلوب للناشطين السياسيين على مواقع التواصل الإجتماعي , فقد كان يجب عليهم أن يحترموا دم الشهداء الذين لقو حتفهم في الأمس وأن يظهروا تعازيهم لعائلة الشهيد “سعيد عمرو” وأن ينددوا ويستنكروا هذا العمل الإجرامي الذي قام به هذا الكيان المحتل .
وأن عليهم الآن المطالبة بدفن الشهيد في أرضه وبيد عائلته , وأن يطالبوا بحقه وحق دمه .
لكنهم وبكل فجاجة منهم قد أطلقوا نعرة طائفية تستجدي عاطفة الغاضبين وتضع الحمقى من مؤيدي الحكومة في مأزق بالدفاع عن قرارات الحكومة بهذا الشأن وبقراراتها “السليمة والمشرّفة” كما يقولون التي تخص قضية الشهيد رائد زعيتر من قبل .
فكان الجميع قد تغافل عن دم الشهيد “سعيد عمرو” وتركوا خبر إستشهاده وبدأوا بما يسمى “العراك العاطفيّ” من ناحية والـ”العراك الوطني” من ناحية أخرى ! , وبين العراكين قد كانت عائلة الشهيد وحيدة في صدق حزنها وعاطفتها .
قد استشهد “سعيد عمرو” وفرش أهل القدس الشرفاء وروداً في مكان إستشهاده لتحفظ الأيام اسم هذا الشهيد , وكي يستمد الورد عطراً من دمائه .
بينما قد فرش السفهاء جام حماقتهم وسفاهتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تاركين أسئلتهم و تعليقاتهم قابعة ليقرأها الجميع , ومن ثم خلدوا للنوم مرة أخرى !

العزاء لأهل الشهيد , تقبله الله , و أمدَّكم صبراً وثباتا .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى