الشاعر راشد عيسى يناجي اللغة العربية وينحاز للفقراء

استضاف نادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء، مساء يوم أول أمس، الشاعر الدكتور راشد عيسى في أمسية شعرية، أدارها رئيس النادي الشاعر صلاح أبو لاوي، الذي قد الشاعر عيسى بموجز تعريفي بالتجربة مستندا إلى فقرة نقدية من كتاب «شعرية المعمار اللغوي.. قراءات نصية في شعر راشد عيسى»، للدكتورة سهى نعجة، التي وصفت تجربة عيسى بالتميز والإختلاف والأنا الغويّة التي تشتبك بفضاءات الوجود والذات والفلسفة. واستهل عيسى قراءاته الشعرية بمناجاة للغة العربية توقف فيها عند جماليات اللغة وطاقتها على التجديد ومسايرة الحداثة واستيعاب المفاهيم والأفكار المستجدة، مثلما قرأ قصائد للفقراء، معاينا تفاصيل حياتهم اليومية وما يعتريها من معاناة ومواقف مؤثرة وتناقضات في مسيرة حياة الانسان. كما قرأ قصائد طوع فيها المفردات اللغوية لتتماشى مع رؤاه الفلسفية والجمالية مثل: الحذاء، والديك، والمرآة، التي اتسمت بجملها الشعرية السردية وتراكيبها المبتكرة والغنية بالصور المكثفة والاستعارة التي تستفز الأسئلة وتحاور النفس والكون، حيث جاءت مشحونة بطاقة الفلسفة واللغة الموسيقية التي تنساب برقة وشفافية عالية. وقال عيسى عقب الأمسية التي حضرها جمع من الكتاب والمهتمين، إن الأدب والفن عموما يعبرا عن الحرية والجمال ورسالة الخير، حيث يمتلك كل شاعر خصوصية وفرادة أسلوبية في توصيل أفكاره الى المتلقي. وأكد ان الشاعر لا يمكن أن يكون مصلحا اجتماعيا، أو خطيبا يلقي مواعظ وحكم وأفكار يبثها بأسلوب بعيد عن الجمال، حيث لا يمكن أن يكون للشعر غاية خارج ذاته وخارج النسق الجمالي للأدب. والشاعر عيسى يحمل شهادة الدكتوراة في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، وأصدر إحدى عشرة مجموعة شعرية منها : شهادات حب ، امرأة فوق حد المعقول، بكائية الشتاء، وغيرها. ومما قرأ الشاعر: «أدل الشتاء على أرض غيري/ فلا أنا صحراء أو مزرعةْ. بكى كم بكى من سؤال المصير/ ولكنه لم يخن منبعه». وقرأ عيسى كذلك: «قلبي عليك فماذا بعد يا لغتي/ يكاد يحرقني لاهوب أسئلتي». هذا وقد حضر الأمسية العديد من المثقفين والمهتمين من عشاق الشعر الذين قدموا مداخلات نقدية مهمة في قضايا شعرية متعددة، أجاب الشاعر عليه كونه مشتغلا بالنقد ولها إسهامات كبيرة في هذا المجال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى