الفارس نمر العدوان شاعر الحب والوفاء

#الفارس #نمر_العدوان #شاعر #الحب والوفاء

#موسى_العدوان

قبل أن تنادي اتفاقيات الأمم المتحدة بحقوق المرأة، كان للمرأة تقديرها واحترامها بين #القبائل_الأردنية. ولا شك بأن قصة #نمر_العدوان التي تناقلها #الشعراء وعامة الناس في الزمن الماضي، تظهر هذا التقدير والوفاء للأم والأخت والزوجة بصورة جليّة.

قام الأديب روكس بن زايد العزيزي عليه الرحمة بتأليف كتاب بعنوان ” نمر العدوان شاعر الحب والوفاء “، نقل تاريخه وأشعاره عن كبار السن من رجال العدوان، وخاصة من الشيخ خلف فهد النمر، ليحكي قصته متضمنا لمحة من تاريخه وبعض أشعاره.

مقالات ذات صلة

وقد كتب العزيزي مسلسلا تلفزيونيا يحكي قصة نمر، عُرض على شاشة التلفزيون الأردني في ستينات القرن الماضي، كما تم عرضه على شاشة تلفزيون الإمارات العربية، حيث كانت الشوارع تخلو من المارة، في ساعة عرضه على الشاشة لمتابعة حلقاته.

يقول الأديب العزيزي في وصفه لنمر:

” أنه الشاعر الفارس الذي تحلى بأخلاق الفروسية من شمم وشهامة وشجاعة وكرم، وكان سابقا لعصره ومحيطه في تجديد العادات والتقاليد، من حيث احترام المرأة والوفاء لها، نتيجة لعلمه الذي تلقاه في الأزهر الشريف، مما منحه شجاعة أدبية خلدت اسمه في التاريخ “. ونظرا لما جاء من صفات عالية لهذا الفارس، فإنني سأتطرق لبعض ما جاء في هذا الكتاب.

اكتسب نمر اسمه من خلال الحادثة التالية: ” كانت والدة نمر لا تلد إلاّ البنات على مدى عشرين عاما، ورغبة رجال القبائل كانت في ذلك الوقت، تتجه لإنجاب الأولاد إلى جانب البنات، لكي يرثوا اسم وتاريخ العائلة او القبيلة.

فبعد أن صلى والده قبلان النمر ودعا الله قبل النوم، رأى في الحلم أن أعداءه هاجموه، ولكنه نجا منهم بفعل هجوم نمر بري عليهم انقذ حياته. وعندما ذكر هذا الحلم لزوجته في صباح اليوم التالي، بشّرته بأن سيرزق بغلام يسميه ( نمر).

فجاء فعلا الغلام الذي أطلق عليه اسم ( نمر) في عام 1745 م، فتوفى والده وكفله عمه بركات، بعد أن تزوج والدة نمر إكراما لشقيقه المتوفي، وأوصى الأقرباء أن لا يُشعروا الطفل بأنه يتيم. فلما ترعرع الطفل في كنف أبيه بالتبني، ظهرت بوادر النجابة والذكاء عليه، وكان تكوينه الجسماني يؤهله لئن يُعدّ مثلا لجمال البداوة والرجولة.

ويُروى أن أحد أصحاب الفراسة من البدو، عندما رأى الطفل وهو في سن السابعة من عمره قال: ” الله يخزي العين عنّه . . والله إن خلّن سود الليالي هالولد، إنه غير يصير شيخ ما مثله من الشيوخ “.

نزلت في المراح ( الحي ) لدى العدوان، مجموعة من السياح الأجانب، من بينهم سيدة فرنسية يرافقهم مترجم عربي من القدس. وعندما رأت السيدة ذلك الطفل أحبته وأعجبت به، وطلبت من والده بركات، أن يسمح لها بأن تعلم نمر في القدس.

وبعد تردد وافق بركات على طلبها، فأخذته إلى القدس ليتعلم القراءة والكتابة والحساب. فأمضى نمر في القدس خمس سنوات، ولكونه لم يطق شظف العيش هناك، صحبته السيدة الفرنسية ليتعلم في الأزهر بمصر. فقضى في التعليم هناك حوالي 6 سنوات، عاد بعدها إلى أهله بعد أن اتسعت آفاقه العقلية والنفسية، حيث واصل المطالعة وقراءة القرآن.

تأثر نمر بشعر المتنبي وأصبح يقرض الشعر، حيث أُطلق عليه ” أمير شعر البادية في الأردن “. وعندما عادت السيدة الفرنسية إلى قبيلة العدوان بعد سنوات، وزارت نمر وقد أصبح فارسا بعد أن رعته يافعا في القدس وفي الأزهر، ففاضت الدموع من عينيها.

وحين رأت بندقيته المجوهرة وشاهدته معتزا بها، وعدته ببندقية لم تعرف الأردن أختا لها في لك الحين. لم تخلف السيدة وعدها، إذ كانت هديتها له بندقية متطورة، جعلت فرسان العرب يحسبون لها ألف حساب.

( وللحديث بقية ).

التاريخ : 11 / 10 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى