السادة والعبيد

#السادة و #العبيد ..
موسى العدوان

سؤال يتردد في ذهني صباح ومساء كل يوم قائلا : هل نحن #شركاء في السراء والضراء في هذا البلد، أم أن
هناك سادة وعبيد ؟
عندما ننظر لكيفية #إدارة #الدولة، وكيفية توزيع #الوظائف بين حين وآخر، يظهر لنا الفارق جليا، بأن هناك سادة تمنح لهم #المناصب، دون أن يقدموا #خدمة #وطنية مميزة، سوى قربهم أو معرفتهم من قبل #أصحاب #القرار بهم، وهناك عليد الحقا الذين عليهم أن بخدموا أسيادهم دون أي تذمر أو شكوى.
أنا لست من أصحاب #المحاصصة القبلية أو المناطقية، ولكن عندما أنظر كيف يتم توزيع مناصب الدولة على #المعارف والأصدقاء، حتى بدون أخذ الكفاءة بعين الاعتبار، عندها أعرف أن هناك سادة من المحظيين، وعبيد من غير المرضي عنهم.
ولو أخذنا التعيينات الوزارية في الترقيعة الرابعة لحكومة الخصاونة، فنتساءل : هل يعقل أن عائلة صغيرة يكون نصيبها وزير و وزيرة في آن واحد ؟
وهل من المعقول أن يخرج وزير من الحكومة، ليخلفه ابن أخته وزيرا في تلك الحكومة ؟ وهل يقبل عاقل أن يعين وزيرا، من خسر في أدارة شركتيه التجاريتين بصورة متتابعة، وهو الذي يجب أن يكون الأكثر حرصا عليهما، في الوقت الذي نحتاج به لمن يتميز بقدرته على الإدارة الحكومية، في هذه الظروف الصعبة ؟
وهل من #العدل أن لا يحسب حساب عشيرة ( كمواطنين ) تعدادهم أكثر من أربعين ألف نسمة يشغلون ٨ مدن وقرى، تمتد من شمالي البحر الميت وحتى غربي مدينة الزرقاء، بوزير واحد على الأقل، من قبل دولة بشر الخصاونة من ضمن وزرائه، الذين بلغ عددهم حتى الآن ٤٧ وزيرا، وقد يصل في الترقيعة الخامسة إلى ٦٠ وزيرا ؟
وللعلم فأنا لا أطمح ولا أتمنى، أي وظيفة كانت في هذه الحكومات أو غيرها، فقد بلغت من العمر ما يجعلني اتجاوز كل وظائف الدولة وامتيازاتها.
ولكنني أشعر بالخوف على وطني، في ظل ما أراه من تخبط في الإدارات الحكومية على مر السنوات السابقة، فيتجسد أمامي نموذج السادة والعبيد.
وتمنيت لو كتبت لي الشهادة خلال خدمتي العسكرية، على جبال القدس، أو على تل الذخيرة، أو في جنين التي سال دمي على ترابها، عندما كان مسؤولي هذه الأيام، أطفالا أو تلاميذا على مقاعد الدراسة، وأن لا أعيش هذه السنين المحبطة.
وبهذه المناسبة، أود أن أترحم على الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن تراب الأردن وفلسطين. كما أترحم على كل من خدم الأردن بأمانة في أي موقع من مواقع الشرف، دون أن بتلوث بمال الحرام . . !

الثلاثاء .. 12 / 10 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى