الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم نجيب ارشيدات / معاذ مهيدات

الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم نجيب ارشيدات


تصادف اليوم الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم نجيب ارشيدات، الذي انتقل الى جوار ربه بتاريخ 23/4/2009، احد ابرز الشخصيات الاردنية التي تركت بصمات واضحة في مجالات الادارة والقضاء والهم الاردني والعربي.
ولد المرحوم نجيب ارشيدات في مدينة اربد عام 1922، حيث انهى دراسته الثانوية، مثل الكثير من ابناء جيله في ثانوية السلط، ليلتحق بعدها بالمعهد الحقوقي العربي في دمشق لدراسة القانون، وحصل على درجة البكالوريوس، ليعود بعدها في عام 1943 إلى بلده كرجل قانون وسياسة ليسهم في نهضته.
دخل سلك القضاء وتم تعيينه في وظيفة قاضي صلح في عمان عام 1947، ليصبح بعد ذلك مدعيا عاما، وعضو بداية عمان ورئيس بداية السلط ورئيس محكمة بداية عمان وعضو محكمة استئناف القدس وقاضيا للتشريع ثم ليشغل في عام 1962 وظيفة مفتش محاكم.
انتخب نجيب ارشيدات نقيبا للمحامين الأردنيين عام 1965 لدورتين متتاليتين،
الدورة السادسة عشرة من 1965 الى 1966
والدورة السابعة عشرة من 1966 الى 1967
في خريف 1962، وفي عهد الحكومة الاولى للراحل الشهيد وصفي التل، خاض نجيب ارشيدات الانتخابات البرلمانية عن محافظة اربد، ليحجز مقعده في البرلمان السادس، لكن هذا البرلمان لم يعمر سوى 144 يوما، حيث صدر قرار بحله بعد ان حجب اعضاؤه الثقة عن حكومة الرئيس سمير الرفاعي في آذار 1963.
وشغل ابوفواز منصب محافظ العاصمة عام 1969، ليختاره فيما بعد الرئيس بهجت التلهوني وزيرا للداخلية في حكومته، ثم وزيرا للداخلية عام1970 ووزيرا للمواصلات ثم وزيرا للعدل عام 1979- 1980، فقد حمل حقيبة المواصلات في حكومة الرئيس عبد المنعم الرفاعي ، وحمل حقيبة العدل في حكومة الرئيس عبد الحميد شرف، ليختاره الرئيس قاسم الريماوي للمنصب ذاته .
عاد الى مكتبه كمحام بعد مغادرته للوظيفة الرسمية، ووقف نجيب ارشيدات في قاعات المحاكم مدافعا عن المظلومين منحازا للحق والعدالة وظل منحازا لقضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية العراق.
وكان المرحوم ارشيدات أول عربي غير فلسطيني عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي شكلها المرحوم احمد الشقيري، حيث كان لسطوع نجمه في سلك القضاء والمحاماة ووضوح موقفه الوطني والقومي، من الاسباب التي دفعت الشقيري لترشيحه لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
في التصنيفات السياسية والفكرية يقدم ابو فواز نفسه عروبيا قوميا، وكانت نقابة المحامين في عهد قيادته منبرا قوميا ناصعا، وظل منحازا لقضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية العراق، ويذكر أنه منذ العهد العثماني ولعائلة ارشيدات دور بارز في الحياة السياسية في الأردن، فمنهم من كان غضوا في هيئة الوصاية على العرش، وهناك من جلس على مقاعد النواب ومن تسلم أكثر من حقيبة وزارية، إضافة لمناصب قضائية عليا، حيث قدمت العشيرة أبناء ساهمو في الحياة السياسية والاجتماعية في الأردن.
واسهم الراحل في تأسيس جامعة اربد الاهلية وصار رئيسا لمجلس امنائها، لإيمانه بقدرة الجامعات على تطوير الحياة والنهوض بالمجتمعات المحلية، في خطوة لتوفير فرص التعليم لأبناء الوطن .
وتعرف نجيب ارشيدات اثناء دراسته في دمشق على منظومة الحركات السياسية والفكرية الناشطة في تلك المرحلة، وفي مقدمتها الحركات القومية، كما تعرف على دور الاستعمار في محاربة مشروع الامة وملاحقته احرارها، ولم يكن يشعر بالغربة في تلك المدينة العربية وهو الذي تشبعت رئتاه بهواء سهل حوران العرب، حيث كان شعاره دائما خيركم خيركم لأهله، وفي أحد القصص عنه أنه كان يحمل مسبحة في يده، فقال أحدهم له ممازحا “هاي بدها صلاة” فرد قائلا:” وحياتك، هاي بدها يدين نظيفة”، وعزاؤنا بأبنائه الوزير والمحافظ السابق معالي فواز ارشيدات رئيس مجلس إدارة كهرباء إربد و نقيب المحامين مازن ارشيدات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى