الخروج من القمقم / حسين مقدادي

الخروج من القمقم
متى تدري …. متى تفهم … متى تعلم? ….
متى يعطوك تصريحا….؟ لكي تفهم … لكي تعلم …
لكي تدرك .. اذا أخرجت من قمقم …
لكي تستبرىء الماضي … تنقيه تحسنّه…..
فتحيا حاضرا سمحا … لترغد فيه أو تنعم …
لكي تخرج من القمقم … عليك بذاك ان تبرق … وأن ترعد
وأن تمطر عبارات
فينبت في صعيد الحق اعشاب وغابات
تنقي جوّنا المغبر تلويثا بغازات
بغازات تسد الفكر .. بها تلويث اجواء… بعتمات… وظلمات …وترهات
أراجيف بنا انتشرت ونعرف انها في الأصل افك ثم كذبات
فسارت في بنى قومي اساطير …. حكايات … خرافات
نصدقها ونعلم أن جوهرها … اكاذيب … وافك فيه تزوير … نصدقه
اكاذيب بها نتن … ليزكمنا … ويجعلنا
نشم فساد صولتنا وجولتنا
يقول الافك مسؤول ….. فنبني في شوارعنا … وبلدات لنا فيها
بنايات … من التزوير …والتأويل… والتكذيب …والافك
فلا في القول تصديق
ولا في الفعل تحقيق
ونسترخي لكي نبحث ونستقصي ….. فلا نخجل بأنا في حصيلته
نجد ترياقنا سما
نجد أفراحنا غما
ونسقى سمّ آسينا ليقتلنا
على ظن اراحتنا
وبالآلام والآمال والأحلام … يرجمنا
فلا نقوى على رد… ولا ردع
ولا نقوى على سدّّ… ولا دفع
فتهلكنا اصابات …. وندمى من جراحات
فتهوي في حضيض الأرض … أرواح وأبدان
فيكتب حاضر دام ……. بغدر الأهل والجيران
وكيد الحقد بلا حد… من الاحباب والخلان
فتخرج من بطون الأرض زهرات مهجنة
لها في الفكر ما يدعو الى النكران
جميع الزهر مسوذّ لماذا هذه الظلمة
فكل ورود بقعتنا بها العتمة
ترى ما حلّ فينا كيف نمسحه
وكيف بنا نبدله …. نغيره …
فلا فينا اجابات …
سؤال فوق كل الفهم والادراك أن يعلم
فواقع حالنا مظلم … وما في دربنا معلم …
لكي نوصف لسائلنا … مسير طريقنا المعتم
يحارالفكر من صمت يحرّقنا بوحدتنا
يتيه العقل في صحراء خطوتنا
يغوص الفهم في كثبان بادية …
فلا ندرك … ولا نفهم … ولا نعلم …
لنرقب آتي الايام .. علّ السير يرشدنا لكي نفهم
ونأمل دائما نسعى لكي نعلم …
تزاحم سيرنا الأحداث ويحيا الفكر محتارا
ويحيا تائها اكثر ..
ويمشي اليوم اثر اليوم دون وصولنا الغاية
يمر العام مربوطا بسابقه ولاحقه بلا أمل ولا جدوى
ولا نفع به نرجو ولا تحقيق للغاية
فكل حياتنا نحيا … بمطل فيه تسويف
فقد يأتي زمان فيه قد نعلم … وقد نفهم …
هرمنا نفتح التاريخ صفحات ونقرأها………….
نقارنها بواقعنا … ونسأل ذاتنا حقا سؤال فيه تحقيق وتشكيك …
فواقع حالنا مزر … من الالام والاذلال والتنكيل والسقم
من الاذعان والتقتيل والتجويع والغرم
ولكن الذي في الصفحة الأولى من التاريخ والدستور
مكتوب بخط اسود غامق…
بأنا كلنا أحرار … لا عبد ولا قن …
بأن حياتنا رغد … فلا عري ولا جوع ولا مرض
كرامتنا تتوجنا فلا أعراضنا انتهكت …
ولا شرف لنا دنسه اوغاد … ولا ديست شهامتنا
ترى يا شعبنا العربي أي الحال نصدقه… نصدّقه
كتاب فينا مخطوط تؤطره رسومات موشاة مزركشة
وواقع حالنا نحياه نرقبه وننظره …
فهل خسئت بنا الأبصار أن تبصر لكي تفهم
ففي الحالين هذي العين تقرأه وتبصره
فتحكم من تصدقه … ونعلن في نتيجتها
بأن الحال نفس الحال من تاريخنا الغابر
تعودنا بأن نكذب وأن نأفك
وبعد كتابة التزوير في تاريخنا العربي
نصدقه … نصدّق ما كذبناه …
نباهي غيرنا فيه .. بأن كانت بماضينا لنا جولة …. لنا صولة …
حقيقة أمرنا افك وتزوير وتلفيق …
فمنذ النشأة الاولى لدينا عقدة النقص …
جعلنا كل ما في الأرض من اقوام تعلونا
وتجبرنا على الاذعان والطاعة
خنوعا ماله في الارض أمثال وأشباه
لقد عشنا عبيد الفرس والاحباش في اليمن
بأرض النشأة الاولى ليعرب جدنا الأول
ومن قد جاء من بعده … عدناني وقحطاني …
جميع يرتدي ثوبا به الخسه به الذلة
توارثنا لباس الذل والخسة
رضينا الضيم رضينا اللطم
رضينا ضربة الأعداء تدمينا
ولا نقوى على غضب لأنفسنا
رضعنا الصمت أن نسكت ونستسلم
نقول الجمع لا يهزم
وإن كنا بذات الجمع عرب النحس قد يهزم
أجل يهزم … لأن الكذب مهما طال تأكيدا بأن يعلم وأن يهزم
متى يا صاحبي تعلم لكى نعلم .. وبعد الامر ان نفهم
ولا للجهل نستسلم …
ونوقظ فكرنا النائم لكي ندرك وكي نعلم
ونستقصي من الايام أخبارا لمستعصم …
يريد خروج امتنا من القمقم … لكي تعلو لكي تسمو لكي تحكم
شبعنا يا بني قومي …من النكسات والنكبات والمغرم
متى نكتب على صفحات تاريخ جديد القول ما يلزم
بصدق الحرف والاقوال والاخبار كي نسلم
ونحيا في الغد الآتي كراما ضاحكي المبسم …
فلا نسأم لكي نعلم ..
فدرب الصدق خلاق سيوصلنا الى المغنم …
لندرك اننا نفهم …
متى نخرج من القمقم … الى الحاضر……………؟ لكي نعلم …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى