الخروج عن الصمت !
خرج عن صمته وخرجت عن صمتها وخرجوا عن صمتهم وخرجن عن صمتهن ولكن بعد نفاد الوقت وتحقيق الغايات والمصالح! قبل فترة قصيرة انتشرت قصة الشابة الإيرانية الجميلة سحر تبر والتي قيل عنها أنها مهووسة بالممثلة أنجلينا جولي وقامت بإجراء أكثر من 50 عملية تجميل حتى تشبهها وأصبحت نحيفة جداً لتقلدها فأتهمها الكثيرون بالجنون إذ أصبحت كالمومياء لا حياة في وجهها ولا روح، وكتبت معظم مواقع الأخبار المهمة عنها دون دراسة للموضوع وتحري الحقيقة لتخرج هذه الشابة عن صمتها بعدما زادت شهرتها وتابعها الكثير من الناس وتقول بأنها لم تقم بعمليات تجميل وتستخدم فقط خدع الفوتوشوب والمكياج السينمائي الإحترافي لتشبه شخصيات معينة وذلك حسب ما ذكر فريق عمل فتبينوا على صفحتهم الخاصة.
هذه الصفة التي أصبحت لصيقة بمعظم الباحثين عن الشهرة باتت خدعة مكررة ندرك نحن ألاعيبها جيداً، بل هي موضة رائجة عند المشاهير المعروفين من فنانين وممثلين وإعلاميين، يخترع أحدهم إشاعة عن نفسه، يترك مواقع التواصل والأخبار تضج بكذبته، ثم يخرج بعد مرور شهر مثلاً عن صمته، لثيبت حجم الظلم الذي تعرض له ويعلن أنها إشاعة وأنه بريء مما يقولون!
الخروج عن الصمت بعد ضياع الوقت لعبة خبيثة زبائنها هم المتابعون أنفسهم، الذين ينقلون الأخبار عبر الواتس آب وباقي مواقع التواصل دون تشغيل لأدمغتهم أو محاولة لفهم مجريات الأمور بشكل صحيح، ولكن كيف لمتابع مسكين أن لا يصدق مواقع إخبارية تنقل أخباراً معينة؟؟ عندما تسأل فلان من أي قرأت هذا الخبر فيذكر اسم المحطة أو الموقع وتتعجب من شهرته ومصداقيته، فهل باتت مواقع الأخبار في معظمها ولكثرتها مفلسة تتبنى بضع منشورات على مواقع التواصل تنسخها وتلصقها كما هي دون أي موضوعية وكشفٍ للحقيقة؟؟
يبدو أن الخروج عن الصمت وباء أصاب معظم القضايا المهمة في وطننا، وفيروس خبيث اجتاح معظم بلداننا ومدننا، حتى بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل خرج (البعض) عن صمتهم قائلين:
يا إسرائيل لا تجلبي لوطننا المصائب
لنا القدس الشرقية ولكِ القدس الغربية وهكذا نبقى أصدقاء وحبايب ..!!
