الجنوب السوري.. تطورات جيدة وأخرى مقلقة

الجنوب السوري .. تطورات جيدة وأخرى مقلقة

عمر عياصرة

معظم ما يجري على الجانب الآخر من حدودنا الشمالية في الأيام الأخيرة يصب في مصلحة الأردن، ونعتبره بداية لتلاشي كثير من التحديات التي عشناها في سنوات الأزمة السورية.
خطر التنظيمات الإرهابية لم يعد بالحسبان، لا أصيلا ولا فلولا، فجيش ابن الوليد ينتظر ذوبانه أو نهايته، أما النصرة فلا طريق لها إلا إدلب لعيش المواجهة الأخيرة.
أيضا، مخيم الحدلات اقترب من النهاية البقائية، وتأتينا أخبار من مخيم الركبان أن ثمة نزوحا للداخل السوري، وقد نشهد في الأسابيع القادمة عملية تجريفه وإغلاق ملفه نهائيا.
قصة التنظيمات الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله، على ما يبدو لم تعد أولوية أردنية صريحة، فهذا الملف استسلمت له إسرائيل وهي الطرف الأقوى، وهنا ستعمل عمان على ترتيب الأوضاع وتنسيق التفاهمات بقدر معقول ومقبول.
بالمجمل يمكن القول إن الأردن كان موفقا في إدارة ملف حدوده مع الجنوب السوري، فقد تجاوز أخطاء عملية جذب اللاجئين، ساعدته بعض المعطيات (خفض التوتر في الأستانة)، في النهايات صاغ مسافة معقولة عن الرياض وأحسن توظيف العلاقة مع روسيا ووظفها في صياغة مظلة انتقالية مناسبة.
ما يقلقني حقيقة بشكل غير مبالغ فيه، هي عملية لجوء تنظيمات مسلحة تابعة للجيش الحر (اسود الشرقية، قوات احمد عبدو) إلى الأردن ضمن عملية توافقية مع الروس.
الأردن مطلع على عملية لجوء الفصيلين إلى داخل أراضينا، وتجري بموافقته، وأظنهم يدخلون بدون أسلحتهم، ومع إدراكي لتأثيرنا الكبير على هؤلاء، إلا أنني غير مرتاح لنزوح فصائلي سوري إلى الداخل الأردني.
رغم كل ذلك، الأردن يعيش حالة أفضل من السابق، ويسجل لمطبخ القرار براعته وصبره في إدارة ملف حدودنا الشمالية، لله الحمد، ها نحن نجني بعضا من «حسن الإدارة» لهذا الملف القاسي والدموي.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى