الثقافة الموروثة والتنشئة الاجتماعية وراء إنكار ظاهرة التحرش

الثقافة الموروثة والتنشئة الاجتماعية وراء إنكار ظاهرة التحرش
أ.د حسين محادين

العودة إلى التنشئة الاجتماعية وفق أخصائي علم الإجتماع الدكتور حسين محادين التي نتشربها في أسرنا ومن آبائنا كقدورة والتي تشير بقوة إلى إكتسابنا أنماطا من المواقف المسبقة نحو الجنس الآخر القائمة على تمجيد الذكورة والإقلال من مكانة و أدوات الإناث.
ويأسف محادين من الواقع المر الذي يعتبر إمتداد تاريخي غير منصف لإنسانية المرأة عبر “تشييء”جسدها و غرس هذه الصورة غير الصحيحة في العقل الفردي والجمعي للذكور بدليل المواقف والتنشئة بدءا من اللغة وليس إنتها بإنكار كفاءة المرأة كإنسان في إدلاء الرأي أو حتى المشاركة في صياغته وهو شكل المجتمع وفقا لنظرة دونية وجنسية واحدية نحو المرأة.
ويؤكد محادين على سعي المجتمع من خلال هذه الأنماط إلى تكريس أن المرأة هي وعاء جنسي بالدرجة الأولى يجب إقتنائه وتضمينه للملكيات الخاصة للذكور وبالتالي هذه الجذور النفس إجتماعية جعلت مجتمعنا بعد نظرتنا كأشخاص تتعامل مع الجنس الآخر بعين واحدة وإن غلفت أحيانا ببعض المساحيق الإجتماعية الزائفة لكن جوهرها مازال يستند إلى البعد الجنسي في دواخل الرجال.
و يلفت محادين إلى أن التواطؤ الذكوري مع ما تتعرض له المرأة ساهم بدوره بسيادة هذه النظرة الخاطئة،فالمرأة ليست مؤهلة أن تكون مستقلة أو أن تخرج من أذهاننا من موضوع الجنس كأساس، ليس من مبدأ للتشاركية السكنى التي تحدث عنها القرآن وإنما وفق فروسية الذكر إتجاه الأنثى.
جلَ المشاكل التي تعيشها الأسر الأردنية وفق محادين بسبب الموقف الذكوري المستند على الإستئثار الإقتصادي داخل الأسرة من خلال راتب الرجل الرجل أو أخذه لراتب المرأة العاملة في مجتمع لا يناهض هذه السلوكات التي نتشربها في أسرناما جعل المرأة جزء من أدوات الإنتاجية التي يمتلكها الرجل ماديا وجسديا.
و يجدر بالذكر عند الحديث عن تمكين المرأة، إعادة التوازن لمثل هذه العلاقات المختلة بين الزوجين التي من شأنها أن تجعل المرأة أكثر رشدا و نضجا في إختيار شريك حياتها و التحاور معه و تضعف مغهوم التبعية التي تكرس ببعض المفاهيم والحركات السياسية المتأسلمة التي يقول بعض رجالها “أريد فتاة أربيها على إيدي”.
هذا المرض المزمن و الإختلال الواضح و عيا وممارسة نحو المرأة يرصد وفق محادين من الرجل في كل المعاني بدءا من الفراش الزوجية وليس إنتهاء في حركته في الشارع وصنع قراراته .
و الأخطر أن الثقافة الشعبية والموروث قد كرسا هذا الوعي المنحرف مثل شاورهم وخالفهم، من هذه الإزدواجيات ذات الجذور البدوية تتجلى باستمرار بوجود بدوي صغير بدواخل كل منا ويحتمل الظهور في مثل هذه المواقف في تعامله مع المرأة.
و يقول محادي الذي لايرغب بالحديث بتحرير فكره تجاه المرأة ،هو الفكر الذكوري الذي يسعى لإنتاج نفسه وتبرير موقفه الشائن لدى البعض والذي يمنح الذكور وضمن قبول إجتماعي صامت التحرش بالإناث وكأنهم مشاعا للمتع البصري وللعنف البصري والحس الجسدي وكلها مظاهر مسكوت عنها لانها تشبع أنماط التربية التي تشربناها في الطفولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى