الاردنيون..والجرأة على الانتحار..رؤية حمراء

الاردنيون..والجرأة على الانتحار..رؤية حمراء
أ.د حسين محادين

(1)
الكورونا، وبغض النظر عن كيفية تخلُق فايروسها وانتقالها كعدوى من أسرة الأوبئة المحدودة الاضرار والانتشار جغرافيا وتاريخيا مثل “ملاريا، تفوئيد،كوليرا” الى ان حد تسميها من قِبل منظمة الصحة العالمية بالجائحة اي العدوى العابرة للجغرافيا واللغات والاقوام كأكبر مهدد للامن الانساني مستمر للان وفي المستقبل الى حين اكتشاف علاج حقيقي يقف بوجه كوفيد19. اذن عدوى الكورونا واعداد الموتى بسببها هي حقيقة عالمية،وبالتالي الوقاية منها متطلب اساس للحد من انتشارها ايضا، واعل المفارقة الاردنية بهذا الخصوص ،ان ما يزيد على 50% من الاردنيين غير مقتنعين- كما اشارت احدى دراسات الراي العام- ان الكورونا مرض معدِ يتوجب الوقاية منه رغم اننا في مجتمع شاب ذا مستوى عالِ من التعليم..اذن من اوصل الناس الى عدم تصديق هذه المعطيات العلمية رغم اننا كاردنيين نعيش لحظيا وحياتيا خطورتها الحمراء مع تصاعد نسب الوفيات والمصابين منا كجزء من الانسانية ولماذا كل هذه الجرأة على الانتحار الضمني جراء عدم امتثال اغلبنا لاجراءات الوقاؤة التي تحفظ حياتنا…اسئلة مفتوحة على التفكر والدراسات المستعجلة من قِبلنا حكومة وجامعات ومراكز دراسات واعلام متعددة فهل نحن فاعلون وجادون باحثين وصناع قرار لمعرفة الدوافع الحقيقية لكل الذي نعيشه من غموض معرفي لدى الجميع.
(2).
الانتحار العلني لطالب جامعي بحرق نفسه في جامعة خاصة،
لعل السؤال الدام هنا..ماهي القيم الدخلية على مجتمعنا العربي المسلم ومن غذاها التي جعلت بعض طلبتنا يشرعون في الانتحار او حتى التفكير به ابتداءً، وكيف لنا ان نفسر انطلاق هذه المارسة الخطيرة والغريبة من احدى جامعاتنا، اي من تحت مظلة علمية ومرجل علم يفترض بها كبقية الجامعات ان تكون العقل المحاور بالحسنى مع كل من في الجامعة ، فالجامعات يفترض ان تكون انموذجا وعقلا استشرافيا واثقا لقيادة مجتمعنا النام..فهل دخل شبابنا الاردني من الجنسين -لاسمح الله- مرحلة الزهد بقيم الحياة والتفاؤل الى هوة الرفض للواقع المحبط واشهار رفض بعضهم لقيم المجتمع المستجدة عبر الحرق لانفسهم ومن قبل لطموحاتهم..؟؟أسئلة مدببة بكل المرارات تستلزم سرعة البحث والعلاج كي نتمكن جميعا من الحيولولة دون تكرارها..فهل نحن فاعلون..اتمنى ذلك.
(3)
محاولة انتحار مثقف..امام وزارته..؟
يجب عدم الاستخفاف بمحاولة الشاب المؤلف والمثقف والمبدع والمخرج اياد الريموني اعلان شروعه بالانتحار امام وزارة الثقافة المفترض ان تمثله هو رفاقه من المثقفين، ان وصول شاب الى هذا المنسب الاستخفافي بحياته جراء احساسه بالظلم وغياب العدالة كما يقول وهذه الحالة كانموذج للرصد والتحليل العلمي ليس اكثر.
اقول ان هذا الواقع انما هو تأكيد على غياب قيم الحوار بين اطراف الفعل الثقافؤ في مجتمعنا للاسف، وهذه ايضا من مزظومة القيم الوافدة حديثا على مجتمعنا ..والسؤال هنا..ما حجم الظلم والتطنيش الذي احس به هذا الانسان الاردني الذي دفع به الى اعلان نيته بالانتحار..؟سؤال مفتوح على ضرورة حءر وزيادة انتباه كل اصحاب السلطة من الحكومة الى ما اعلى صلاحيات بأن تنامي اعداد المنتحرين في مجتمع عربي مسلم “محافظ” يشي بضرورة قراءة وتحليل وبالدراسة العلمية المستعجلة لمعاني ودلالات خطورة انتقال هذا الواقع المرّ لدى بعض الاردنيين من اللون الاخضر المطلوب الى اللون الاحمر غير الرغوب…
حمى الله الاردن واهلنا الطيبون فيه ومعه.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
* عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى