التعليم العالي والتربية وزارتان تائهتان!

التعليم العالي والتربية وزارتان تائهتان!
د. مفضي المومني

استبق الوزير السابق د. وليد المعاني التغيير المنتظر وسطر استقالته ورحل!، طبعا الرجل يحترم، وله كاريزما معروفة اتفقت معه أو اختلفت، واعتقد انه تحمل الكثير في إضراب المعلمين، ووضع في الواجهة في البداية دون ان يعطى أوراق اللعب، تحت تزمت او إنعدام ولاية رئيس الوزراء في هذا الملف كما سمعنا، ومن ثم تم تحييد الوزير في مفاوضات الحل، أو أنه نأى بنفسه عن الإنغماس في ما لا يرضي قناعاته، مع أن النقابيين أشادوا به وبتوجهاته قبل كبحها من المايسترو كما قالوا، احترم الرجل نفسه وقدم إستقالته وقلة من الوزراء يفعلون ذلك حتى لو (تشرشحوا)، ولأن التوجه المبطن كان تحميل الوزير وزر ما جرى ووضعه كبش فداء، أو لأن توجه المايسترو تهميشه من خلال تعيين امين عام وزارته دون علمه، كل ذلك يعطي الوزير الحق في ما ذهب إليه ليحفظ ماء وجهه ولا يحمل وزر ما لم يفعل، مع أن الرجل كان صاحب توجه وكنا ننتظر منه فعلا مؤثرا.
القضية الأخرى دمج وزارتي التعليم العالي والتربية، والكل يعرف حجم المسؤلية والعمل لوزارة التربية، والتي تصبح هامشية في الدمج، فغياب الوزير وانشغاله بالتعليم العالي لا يعطيه المجال ليكون فاعلا في وزارة التربية، والتي يديرها في هذه الحالة مدراء الصف الثاني، وبعضهم قد لا يحسن ذلك، ولا أدري ما العبرة من دمج الوزارتين؟ هل هو التوفير؟ ونحن نعلم أن الأولى دمج الهيئات النفعية الطفيلية التي اصبحت عبئا معطلا يأخذ دور الوزارات، وهنالك اصوات تدعوا لالغاء وزارة التعليم العالي والتي يربط بعض العارفين إنحدار الخط البياني للجامعات بتاريخ إنشائها وبدء الإملاءات والتدخلات في الجامعات، وكذلك السياسات الخرقاء التي اوصلتنا إلى هذا التراجع، بعد أن كنا في المقدمة، ولا ينجوا أحد الوزراء من تهمة إفقار الجامعات بعد أن كانت ضريبة دينار الجامعات تجبى لصندوق الجامعات وتكفي لدعمها وبنائها والتخفيف عن كاهل الناس وتحملهم الكلف العالية لتدريس ابنائهم ، حيث اختفى ذلك بعد ان حولت هذه الضريبة لخزينة الدولة ولم تعد إلى حينه كما قال أحد المخضرمين من رؤساء الجامعات السابقين، وهذا ما أدى إلى إختراع الموازي والدولي ورفع الرسوم وإثقال كاهل الأهالي وتحجيم دور رئيس الجامعة ليستجدي رواتب العاملين قبل نهاية كل شهر، منصرفا عن دوره الرئيس في إدارة جامعته،(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ… .) نعم كسبنا الكثير في البدايات وحصدنا خيبات ما فعل ساستنا لاحقا، وقد لا يكون مغزى الآية الكريمة بمثل ما ذهبت إليه!، من يصلح أمر أهم وزارتين في بلدي؟ من يعيدنا إلى الطريق الصواب؟ من يعيد التعليم في بلدي إلى ألقه؟ نعرف كل شيء ولا نفعل أي شيء! وكأن (العرس عند الجيران)، ونحن نرى الوزارتين تائهتين هذه الأيام بين شهر العسل لأبو يامين ووزير العدل التلهوني، ألف مبروك وبالرفاه والبنين، وسلام لكل المنتظرين لعل التغيير يأتي بوزيرين، يحملان ملفي الوزارتين باقتدار، ومن الآن فكروا ألف مرة قبل الأختيار، لسنا بحاجة لوزراء ضعاف جل همهم سحر الوزرنه ومكتسباتها، نحن بحاجة لوزراء رجال دولة يتركون أثرا يكتب في دفاتر الأجيال، نريد وزراء لهم حضور من رحم التعليم العالي، يعملون ضمن خطة عمل تنفيذية محددة، بأهداف ومخرجات محددة، وتركهم يعملون ويقدمون كل فترة تقرير بالإنجازات، فإن نجحوا يستمروا، وإن فشلوا يتم تغييرهم، إياكم والمحاصصة والواسطة واألإملاءات!، وطننا بحاجة للتقدم في قطاع التعليم والتعليم العالي، فقد تأخرنا كثيرا حتى عن أبناء منطقتنا.… ..حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى