التربية والتعليم تعرية وتقليم للمناهج والخصوصي يتقدم

التربية والتعليم تعرية وتقليم للمناهج والخصوصي يتقدم
ريم العفيف
كنا لاننام شوقا إلى صباح دراسي وطابور تهتز له ظهر السرو المنطقة التي كانت فيها مدرستنا صباح تملؤه الهيبة والإجلال ،وطابور منتظم وسرب من المعلمات الأنيقات الجليلات وزهرات ومرشدات ذوات هندام غاية في الألق والترتيب مصطفات ككتيبة جيش استعداد لرفع العلم وتحيته ،
أما مديرة المدرسة فكانت في قمة الإلتزام تزرع في كل طالبة من طالبات المدرسة الأداب والأخلاق وحب النظام وتعلمنا كيف يكون الإخلاص للوطن والإنتماء إليه والولاء للقيادة عن طريق الحفاظ على كل فتر في المدرسة ، كانت تقول لنا الحب من هنا يبدأ ،، كم انت رائعه يا ست اكرام!
أما عن معلماتي فقد كنا حريصات كل الحرص على تقديم المادة بمهنية وضمير لم أجد لضميرهن مثيل
أين معلمتي السيدة تمام الحياري التي أنتجت منا جيلا مبدعا محبا للغته العربية محافظا عليها ، مازلت أذكر مادة مهارات الإتصال والعربي التخصص في المرحلة الثانوية العامة كيف كانت تدخل بسمتها إلى قلوبنا مع دخولها إلى الصف حيث كنا ننتظر حصتها بفارغ الصبر كانت تتفحص كل فقرة في مهارات الإتصال وتمحصها وتدقق فيها لا بل تفليها وتنقيها كما كانت جدتي تنقي العدس وتنظفه وتجري على كل فقرة مسحا لتتأكد من انها قدمت لنا كل شيء في المادة ، ما أجمل وأروع المعلمة تمام!
كانت المادة العربية مادة مشبعة وحلوة وغنية في آن واحد ، ما زالت صفحات الكتاب مخزونة في ذاكرتي، كل صفحة فيها ، من معاني المفردات والدروس المستفادة والصفات المشبهة وصيغ المبالغة والمصادر وغيرها الكثير، وما جعلني في حالة صدمة انني جلست مع طالب في المرحلة الثانوية لأحاوره في المادة وبعض من أساسيات قواعد اللغة العربية ففاجئني بأنه لا يعرف عنها ولايفقه منها شي،وعندما اطلعت على مادة العربي التخصص ومهارات الإتصال أصابتني الدهشة والإشمئزاز حيث أن طالب في بداية المرحلة الإعدادية ونهايتها يستطيع أن ينجزها ، إلاّ اذا أردنا أن نخرج جيلا ضعيفا وساقطا بدءا من لغته الأم التي عندها كل شيء انتهى ، طبعا مادة مهارات الإتصال ك مثال وباعتقادي أن بقيّة المواد أيضا أجري عليها نفس التغيير
إلا أن عملية الإستبدال تكون نحو التغيير الإيجابي وهي إما أن تضيف شيء جديد للشيء القديم أوتطور الشيء القديم ليصبح جديدا أو تستبدل القديم بالجديد الحديث المتطور
لكن مضامين الكتب الدراسية الجديدة في غالبيتها لا ترتقي بمستوى الطالب ولا تليق بمستوى المعلم لا بل فيها نقص كبير .
وأسأل هنا لماذا يفضل الطلبة والأهل المعلم الخصوصي على المدرسة رغم أنه هو نفسه المعلم ؟
ولماذا يفلح المعلم في إعطاء الخصوصي ولا يفلح في المدرسة؟
هل لأن المدردسة أصبحت مكانا غير صالح للتعليم هل هي ما تحتاج إلى تجديد أم أن الأساليب التدريسية ؟!
ومما بات مقززا أن المعلم الخصوصي أصبح جزارا على رقاب الأهالي لا يرحم وليس للأب والأم أي خيار إما رسوب ابنائهم اوالمعلم الخصوصي ، حيث إنني شاهدة على معلم يطلب ثمن دروس خصوصية لمادة الانجليزي ألف دينار
كل هذا يا وزارة التربية والتعليم يحتاج إلى تغيير وأنتم لا ترون إلا المناهج..
لقد وصل التعليم الحكومي إلى درجة كبيرة من التردي والإهتراء فلا يخلو صباح من خبر تعد على معلم ولا مساء أو العكس كل ذلك يتطلب إعادة النظر أم أن نظركم لا يتجاوز حدود أنوفكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى