البطالة والتخصصات المشبعة والراكدة / محمد علي شطناوي

البطالة والتخصصات المشبعة والراكدة

لا شك في ان البطالة هي المعضلة الأكبر والاولى في ان توضع على برامج المرشحين في الانتخابات النيابية القادمة، ولا شك في ان البطالة هي ليست مشكلة منعزلة بل هي نتاج مشكلات اخرى أدت الى تفاقم معدلاتها في المملكة.

أودّ في هذا المقال ربط هذه المعضلة بمشكلة اضن انها من اكبر الأسباب والمشاكل التي تزيد بمعدلات البطالة كل حفل تخريج يقام على ارض الوطن الا وهي مشكلة التخصصات المشبعة والراكدة ان صح التعبير.

في نهاية كل فصل دراسي يذهب الأهالي واولياء الأمور للاحتفال بابنائهم الخريجين بعد ان بذلوا الغالي والنفيس ليدفعوا لهم تكاليف دراستهم متناسين المصير المجهول الذي ينتظر ابنائهم بعد هذا الجهد والبذل، ربما لأنهم لا يريدون ان يفسدوا فرحتهم بتخرج ابنائهم، لكن أين تكمن المشكلة؟

مقالات ذات صلة

في الوقت الذي تنصب الجهود في الجامعات في الدول المتقدمة بدراسة سوق العمل ومتطلباته لتعزيز واستحداث تخصصات ترفد هذا السوق، تقوم جامعاتنا باعتماد تخصصات ليس لها في سوق العمل اي نصيب ضمن أسس اعتماد أكاديمية بحتة بعيدة عن اي دراسات عملية لسوق العمل، ناهيك عن استقبال مئات والاف الطلاب في تخصصات مشبعة لعشرات السنين ضاربين عرض الحائط المصير المجهول الذي ينتظر هذه الأفواج من الشباب كل فصل دراسي.

اذا أردنا معالجة هذه المشكلة يجب ان نكون جريئين ونطالب المشرعين بقوانين تلزم هذه الجامعات بتجميد هذه التخصصات وفي المقابل دعم التخصصات المطلوبة في سوق العمل وتسهيل قبول اعداد اكبر في هذه التخصصات، ولن يكون سهلا تقنين هذا الا اذا اعتمدت مراكز دراسات متخصصة تعطي أرقاما دقيقة معتمدة واستيراتجيات بعيدة المدى.

في النهاية أودّ ان اضرب مثالا لا يخفى على الكثير منا، منذ عشرات السنين ومع الثورة التكنولوجية دفعت الهند باتجاه تسهيل دراسة علوم الحاسوب وغيرها من التخصصات المرتبطة بها حتى خرّجت ملايين المبرمجين سيطروا على صناعة التكنولوجيا حتى جاءت أضخم المجموعات التكنولوجية العالمية واستثمرت في الهند ومنهم من جلبهم كخبراء حتى وصلوا الى المناصب الأعلى في مايكروسوفت وجوجل وابل وغيرها الكثير، وهذا لم يكن قابلا للتحقيق لولا دراسة استيراتيجية بعيدة المدى وجديرة بالدراسة وربما الاستنساخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى