الانتخابات الامريكية وقضايا المنطقة

الانتخابات الامريكية وقضايا المنطقة
د.محمد جميعان

تحليلات كثيرة تناولت الانتخابات الأمريكية وتاثيرها على المنطقة سيما القضية الفلسطينية، والكثير منها، كما ارى، كانت تجنح للخيال الذي هو امتداد لحالة الخيال الذي تعيشه الامة، في بناء آمال كبار على هذا المرشح او ذاك،، منذ سلسلة الهزائم التي عصفت بها منذ عام 1948 ، والتي تجد في هذا الخيال ضالتها ، تقطيعا للوقت والهاء للشعوب عن الحلول الحقيقية للاستبداد والفساد  والتحرير .

‏اذا جاز لي الكتابة بسذاجة، واقصد هنا اختصار الحال في مقال يحتاج الى تفاصيل كثيرة تخص النظام الانتخابي والديمقراطي الامريكي، وصلاحيات الرئيس، واليات صناعة القرار المختلفة التي بموجبها تمارس المؤسسية الامريكية الحكم وادارة العالم “ان صح التعبير” والتي تضع الحدود وتحدد الواجبات والمسؤوليات بدقة اوصلت امريكا ان تتربع وتهيمن على الدول والانظمة ومفاصل القرار في العالم او كثير من هذا العالم حتى لا يعترض احد..

اقول هنا ببساطة؛ ان دورنا في الانتخابات الامريكية هو الاستمتاع بهذا السباق الديمقراطي الحقيقي والتحسر ” من الحسرة والقهر” على ما يجري في بلادنا من دكتوتوريات عميقة بشعارات ديمقراطية براقة وسطحية..

اما تأثيرها علينا، وببساطة ايضا ؛ ما بين الرئيس ترامب وربما الرئيس القادم بايدن او ما بين الجمهوريين والديمقراطيين في ” قضايانا ” العربية والاسلامية لا فرق بينهم، سوى في المدد الزمنية لتنفيذ الاستراتيجيات المرسومة علينا، والتي عادة ما تقدم في اطار خيارات للبيت الأبيض  يتم من خلالها اختيار الخطة الزمنية التي يراها مناسة بين قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد

اما اختلافاتهم ، وتنافسهم الحقيقي هو؛ في نطاق خدمة الشعب الأمريكي وقضاياه الداخلية؛ في التامينات والعمل والضمان والهجرة والرفاهية والصحة والتعليم والخدمة المدنية والعسكرية وهكذا ، مع ملاحظة ان برامج الحزبين في هذا الاطار ليست شعارات او كتابات او وعود كما يجري في بلادنا ، بل هو سياقات ونسق وقناعات يجري تتفيذها والالتزام بها والتي على اساسها يتقدم هذا الحزب ويتأخر ذاك..

خذ مثلا في قضايا المنطقة ، في عهد الرئيس اوباما كان الحديث عن ثلاثين عاما للتخلص من ” داعش” وهي خطة طويلة الامد اختارها اوباما من بين الخيارات التي قدمت له، بينما عندما جاء الرئيس ترامب اختار الخطة قصيرة الامد والتي بموجبها تخلص من ” داعش” في بحر اشهر ..

وكذلك القضية الفلسطينية التي اصبحت مجموعة قضايا في الاستراتيجيات الامريكية والإسرائيلية، غالبا ما تتخذ قرارات الحل من الجانب الامريكي كهدية لاسرائيل لتعمل على تنفيذها،  بعيدا عن اي نقاش مع الاطراف والاخرين كافة، وهذا تحديدا في القضايا الجوهرية خذ مثلا قضية القدس، قضية الحدود، قضية ضم الضفة، قضية اللاجئين وهكذا..

اما قضايا المحادثات بين الاطراف كافة فهي قضايا ليست جوهرية في الصراع، و التي سنسمع عنها باستفاضة وهي التي سوف تكون محل نقاش على سبيل المثال لا الحصر قضية حركة الطيور عبر الحدود..

اما عملية السلام فقد اصبحت قضية منفصلة تماما واصبحت تحت عنوان عريض “السلام مقابل السلام”، وهنا يمكن ان يتحرك الرئيس الامريكي المنتخب سواء ترامب ام بايدن يتمثل في تحديد الخيار؛ القصير ام المتوسط ام طويل الامد لايجاد اتفاقية سلام مقابل سلام…

drmjumian7@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى