الاردنيون مرعوبون من قذائف الرمثا المتزامنة مع تصريحات “استهداف عمان”.. والحكومة المحلية تصر على “الصمت المروّع″..

لا يرى وزير الداخلية الاردني الاسبق الجنرال حسين المجالي ان “الخطر العسكري داهم” فعلا على الحدود الاردنية، كما ويحاول أن يطمئن الاردنيين انهم لن يسمعوا “البيان رقم واحد” وهو يعدد  الكثير من مزايا الجيش الاردني من جهة، والدبلوماسية المحلية من جهة ثانية.

الرجل يرى الوقائع كمراقب اليوم، ويقول عكس ما بُثّ في قلوب الاردنيين من رعب خلال الايام الماضية تحت عنوانين اساسيين اولهما “سقوط عدد اكبر من القذائف على مدينة الرمثا الحدودية”، وثانيهما “التشبيح الذي لم يهدأ لعمان من جانب ازلام نظام الاسد” والذي لم يجد احدا “يردّ عليه”.

بالنسبة للأردنيين، واكثر للمسؤولين في الدولة الامور ملتبسة لدرجة الصمت المروّع، فلا تجد من “يبلّ ريق” الشارع بتصريح مطمئن، خصوصا بعد وصلات التشبيح التي مارسها ازلام الاسد السوريين وبعض الاردنيين.

مسوغات المجالي كثيرة ومثله ايضا مسوغاتهم اكثر لعدم الخوف والاطمئنان الى ان القوات المسلحة الاردنية “على اهبة الاستعداد” الا انها لم “تُحشر” حتى اللحظة في زاوية “الردع″ التي تحدث عنها مستشار الملك العسكري الجنرال مشعل الزبن سابقا.

جوقة الاسد من سفيره السابق في الاردن بهجت سليمان، إلى عضو مجلس الشعب عبد الله شلاش وابتداءً بالرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم كلها عزفت الايام الماضية الحان “استهداف عمان” العسكرية ولكن بنغمات مختلفة، الامر الذي تزامن مع صمت حكومي، كان في السابق يتم تبريره تحت شعار “لا نريد ان نمنح هؤلاء حجما اكبر من حجمهم الحقيقي”.

المشهد من المفترض انه تغيّر اليوم، ولكن التغيير حتى اللحظة لا ينعكس ولا بأي شكل على التصريحات الحكومية التي تفضل البقاء طويلا في خانة “اللا رد” والتقليل من شأن التصريحات السورية من جهة، وترك المناصرين لنظام الاسد في الاردن “يسرحون ويمرحون”.

من جانب ثانٍ، اجراءات مشددة جدا تتم اليوم على الحدود الاردنية في استقبال اللاجئين، وتنسّق فيها “وبصورة نادرة” معظم الاجهزة الامنية، حتى ان “دائرة المخابرات العامة” باتت تستعين بالاردنيين الذين قد يكون لهم صلة بأي حال مع بعض المشتبه به وتطلب المعلومات، وهو امر لم يكن يلمسه الاردنيين قبل ذلك، كما بدا المشهد امام “رأي اليوم”.

الحديث عن التشديد على اللجوء وعدم قبول اي موجات غير مدققة امنيا حتى وان كانت من النساء او الاطفال دوما يعيد لحديث عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني مع شاشة بي بي سي قبيل مؤتمر لندن، وهو يعتبر ان لا مجال للمزاودة في موضوع اللاجئين وان عمان من حقها ان تضمن القادمين، كما انه اضاف غاضبا في ذلك اللقاء ان الاردن مستعدة لتسهيل رحلة اللاجئين للبلد المزاودة.

النغمة المذكورة في صوت ملك البلاد، تم تحليلها من جانب خبراء بإأنها قد تكون- ونقول قد- بداية منطقة عازلة على الحدود الاردنية السورية، خصوصا وان عمان اليوم تشعر بالكثير من الخطر الذي قد يتسلل عبر اللاجئين بالدرجة الاولى وليس الخطر العسكري، الذي يأتي ثانيا.

الحدود الشمالية وكذلك الشرقية من المفترض انها مؤمنة جيدا من الناحية العسكرية، ومن غير المتوقع ان تمنح سوريا نفسها في المرحلة الحالية بعدا توسعيا في المعارك كفتح مجال جديد للدخول بمعركة جديدة مع الاردن، خصوصا وهي تتوعد اي شخص يدخل اراضيها، منذ الاعلان عن بد تدريبات “رعد الشمال” في المملكة العربية السعودية.

فرح مرقة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى