إستراتيجية الواوي / رامي علاونة

إستراتيجية الواوي
خرج من بيته في الصباح الباكر متجها الى الحرش بغية الصيد. و عندما وصل الى المكان الذي اعتاد الصيد فيه، انتظر طويلا آملا ان يسوق له الحظ ظبيا او ارنبا او حتى عصفور دويري، لكنه لم يحظى بشئ، إذ لم يكن ذلك اليوم يوم سعده.
قاربت الشمس على المغيب، فهَّم بالرجوع الى بيته بخفَّي حُنين. و بينما هو سائر في طريق العودة، شاهد حيوانا صغيرا يتمختر بعيدا بين الأشجار فاطلق علية طلقة من خرطوشه أردته قتيلا.
ركض مبتهجا باتجاه الغنيمة و لكنه تفاجأ انها مجرد “واوي”. تردد صاحبنا في اخذ الواوي، فقد ساوره شك بان في أكله شبهة “حرام”.
لم يجهد نفسه كثيرا بالتفكير، فحمله و اخذه الى أبي العبد.
(ابو العبد يعمل “طوَّاف حرش” لدى الدولة. كان قد تلقى تعليمه الإبتدائي في إحدى مدارس البلدة المجاورة، و يعتبره اهل القرية مرجعا لهم في كل الأمور لعلمه الغزير و منصبه الكبير)
صاحبنا: قوَّك يا ابو العبد.
ابو العبد: قويت.
صاحبنا: بدي اسألك يا ابو العبد ولا اسألك عن ذنوبك، اكل الواوي حرام ولَّا حلال؟
ابو العبد: هاي بدها سؤال يا زلمة! طبعا حرام.
صاحبنا: يا خسارة! كنت حاسب حسابك بفخدة.
ابو العبد: لحظة، لحظة! انته قلت “واوي” ولَّا “ويوي”؟
يُقال ان أبا العبد اخذ (بعد ان افتى بجواز صيد الواوي و أكله) الفخدتين بدل فخدة واحدة، بالإضافة الى “الفْتيله”.
اعتقد ان تفشِّي ظاهرة “الصيد الجائر” و اكل الصيد الحرام من قبَل عديمي الإنسانية في “نشمينيا” يمكن إرجاعه الى كثرة استخدام “استراتيجية الواوي” التي اتَّبعها صاحبنا مع أبي العبد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى