الاحتفال بذكرى استشهاد وصفي التل

الاحتفال بذكرى استشهاد وصفي التل
موسى العدوان

حضرت مع عدد من رفاقي ظهر هذا اليوم، جزءا من الاحتفال الذي جرى في الكمالية، في ذكرى استهاد رجل الأردن العظيم وصفي التل رحمه الله. وكان الاحتفال قد بدأ في ساعات الصباح واستمر طيلة اليوم حتى ساعات المساء، حيث كانت جموع المواطنين تتوافد على الموقع زرافات ووحدانا، من مختلف مناطق المملكة.

وبعد أن قرأنا الفاتحة على روحه الطاهرة عند الضريح، جلسنا في سرادق الأحتفال نستمع إلى كلمات الخطباء، والتي تذكرنا بمناقب وكفاح الشهيد من أجل رفعة الأردن وتحرير فلسطين.

واليوم تعود بنا الذكرى لإولئك الإرهابيين، الذين لم يتورعوا عن إجرامهم بحق الأردن وفلسطين، حين أمتدت أيديهم الغادرة، لتضع حدا لحياة وصفي عندما كان يحمل خطته لتحرير فلسطين. ولكن أوراقه التحريرية اصطبغت بدمه الزكي على أرض الكنانة، بتواطئ فاضح من مسؤولي ذلك البلد في حينه، فكتبت نهاية مأساوية لرجل حمل همّ الأردن وفلسطين وقدم روحه فداء لهما.

خلال هذا الاحتفال المهيب الذي يليق بصاحب الذكرى، أعلمنا أحد أقاربه بأن قطعة الأرض الصغيرة والمجاورة لضريح الشهيد، كان قد زرعها بعدد من اشجار الزيتون، فأنتجت هذا العام 20 تنكة من الزيت النقي، تم التبرع بها للفقراء والمحتاجين نيابة عن زارعها. وهكذا يستمر عطاء وصفي حتى وهو بجوار ربه، إلى أبناء الوطن الذين أحبهم وكان قريبا منهم.

في هذا المنظر السريالي الذي شاهدته اليوم في الكمالية، الذي توافد به أبناء الوطن من مختلف المدن والقرى، كي يبادلوا وصفي حبا بحب ووفاء بوفاء، خطرت ببالي الأسئلة التالية، والتي أترك الإجابة عليها للقراء الكرام :

1. لماذا يتعلق الأردنيون بمختلف مشاربهم وأطيافهم، بإحياء ذكرى استشهاد رجل مضى عليه 48 عاما، ويتكرر مثل هذا الاحتفال كل عام ؟

2. تناوب على منصب رئيس الوزراء منذ تأسيس الدولة عام 1921 وحتى اليوم ( 43) رئيسا للوزراء، منهم من توفي عليه الرحمة، ومنهم ما زال على قيد الحياة. فلماذا لا نشاهد احتفالا بذكرى وفاة أي واحد من المتوفين، سوى الترحم على الشهيد هزاع المجالي وعبد الحميد شرف رحمهما الله ؟

3. أما رؤساء الوزراء الأحياء فندعو الله أن يمد بأعمارهم، لعلهم يعودن إلى مناصبهم من جديد ويصلحون ما فات. وأذكرهم أنه عندما يأتيهم الأجل المحتوم ويوارون تحت التراب، هل يعتقدون بأن هناك من يذكرهم بخير أو يحي ذكرى وفاتهم بما قدموه للوطن ؟ أم أن هذا غير وارد في حسبانهم ؟

رحم الله الشهيد وصفي التل، الذي ما زال حيا في قلوب الأردنيين الشرفاء، ورحم الله جميع الشهداء الذي ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن. كما أسأله تعالى أن يلطف بحالنا ويبعث لنا خليفة لوصفي، لعله ينقذنا مما نعانيه على مختلف الصُعد، إنه سميع مجيب الدعاء.

التاريخ : 28 / 11 / 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى