الإسكانات في الأردن؛ إلى أين؟!

الإسكانات في الأردن؛ إلى أين؟!
د. عمر البطوش

جاء البناء بشكل عامودي و المتمثل ببناء عمارات أو أبراجا إسكانية ليحل إشكالية الزيادات السكانية و كذلك توفيرا لأسعار مناسبة للسكن مقارنة بالبناء بشكل أفقي و الذي يستلزم بالضرورة دفع تكاليف كبيرة للعيش ببيوت مستقلة …

لكن تأثير البناء العامودي يشكل ضغطا كبيرا على مناطق للسكن فبدلا من أن يعيش على قطعة الارض الواحدة عائلة واحدة تجد ان اسكانا على ذات قطعة الارض أصبح يحوي ثمانية عائلات على أقل تقدير؛ و هذا الزيادة المهولة في الكثافة السكانية تتطلب جوانب تنظيمية هامة و صارمة منوطة بالدولة و قد تكون تكاليفها متواضعة لكن لها فوائد تنظيمية جمة تساعد على بقاء تلك المناطق على قدر من العناية و التنظيم … منها؛

١. وضع خصائص تنظيمية لقطع الاراضي التي يمكن ان تصلح للاسكانات؛ مثل اشتراط مساحات كبيرة و وضع ارتدادات اكبر مقارنة بتلك الخاصة بالبيوت المستقلة.
٢. ترخيص عدد محدد من الإسكانات في كل منطقة و ذلك بتحديد أراض يمكن تنظيمها لشركات الاسكانات تختلف عن تلك التي تصلح للبيوت المستقلة و ليس ترك الأمر على مصراعيه لتحويل أية قطعة ارض سكنية لإسكان؛ فليس من المعقول ان تجد شوارع ممتلئة بالاسكانات يمنة و يسرة و كانها مكعبات او “علب كبريت” دون تهوية أو منظر جمالي …
٣. الإشتراط على أصحاب الإسكانات تخصيص مواقف لسيارتين لكل شقة بدلا عن واحدة بسبب إنعدام او ضعف المواصلات العامة لأن غالبية السكان في بلادنا تملك سيارتين اثنتين و ليس واحدة و ذلك منعا من إمتلاء الشوارع وتحولها لكراجات كبيرة للسيارات.
٤. تفعيل الكشف على الا
إسكانات بعد أخذ اذن الاشغال و بشكل متكرر حيث يعمد البعض من أصحاب الإسكانات على القيام بمخالفات كبيرة منها إستغلال طابق الكراج مما يساهم في معاناة السكان و الوقوف بالشارع و إكتظاظها … الخ فمسؤولية الجهات التنظيمية يجب ان لا تقف عند استصدار اذن الاشغال بل التنظيم عملية حيوية و دورية علما ان كوادر الأمانة ليست بالقليلة عدديا و يمكنها القيام بذلك.
٥. يجب على أمانة عمان او ما يوازيها من جهات تنظيمية في المحافظات الأخرى تخصيص أراض للخدمات مثل حدائق و ملاعب للاطفال و في كل شارع و ليس ترك الشوارع ممتلئة بالبشر دون أية اماكن للترفيه …
٦. منع زراعة الاشجار على الارصفة و التي هي بديهيا ممرات للمشاة فما بالك إن كان الرصيف يخدم عشرات العائلات ؟!
٧. يجب على الدولة العمل على تنظيم الإسكانات و بصرامة عن طريق تفعيل منصب لمسؤول العمارة يكون فيه على إتصال مباشر مع متصرف المنطقة و الذي بدوره يمكن أن يخالف أي ساكن و بشكل سريع فاعل بسبب الازعاج أو رفض دفع مستحقات الخدمات أو الحراسة المتفق عليها بين السكان بحجج واهية أو يمتنع عن المساهمة في صيانة الأماكن العامة في الاسكان!

مقالات ذات صلة

بالمختصر فكرة الاسكانات هي حل عملي فاعل لمشاكل الإكتظاظ السكاني لكن حتى تنجح و لا ينتج عنها أثارا سلبية مهولة و تصبح بلادنا مرتعا للعشوائية و شوارعنا عبارة عن مكعبات لا روح فيها؛ فإن الأمر يحتاج لمسؤولين يحسنون التنظيم و وضع قوانين و تشريعات صارمة و النظر للمستقبل و لمآلات الكثافة السكانية المتزايدة على مساحات محدودة من الأرض!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى